الإيطالية نيوز، السبت 7 يونيو 2025 – تَمكَّن عُمَّال ميناء مرسيليا الفرنسي من إيقاف شحنة عسكرية مكوَّنة من 14 طنًّا من مكوِّنات مدافع رَشَّاشة، كانت متَّجهة إلى الجيش الإسرائيلي، بعد أن رفضوا تحميلها على متن السفينة "كونتشيب" التابعة لشركة الشحن الإسرائيلية ZIM.
ووصفت نقابة العُمال "CGT" هذا العمل بأنه «فعل احتجاج ضدَّ الإبادة الجارية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي»، بحسب تعبيرها.
وأكَّدت النَّقابة على أنَّ الشُّحنة تحتوي على 19 منصة من "maillons"، وهي مكوِّنات معدنية تُستخدَم لربط الذَخائر في البنادق الرشَّاشة، جرى تصنيعها من قبل شركة Eurolinks.
وكشف التَّحقيق الصحفي الذي أجرته منصة "ديكلوز" أنَّ هذه المواد كانت موجَّهة إلى شركة Israel Military" "Industries، وهي شركة تابعة لـ "Elbit Systems"، إحدى أبرز شركات الصناعات العسكرية في إسرائيل.
ورغم أنَّ الحكومة الفرنسية قالت إنَّ الشُّحنة مخصَّصة لإنتاج يُعاد تصديره لاحقًا وليس للاستخدام المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، إلَّا أنَّ عمَّال الميناء قرَّروا منع تحميلها، معتبرين أنَّ «ميناء مرسيليا يجب ألَّا يدعم الجيش الإسرائيلي». وقد لقيت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من قوى اليسار الفرنسي؛ إذ قال النائب «مانويل بومبارد»: «المجد لعُمَّال ميناء مرسيليا-فوس»، بينما دعا السياسي اليساري البارز «جان-لوك ميلانشون» إلى «حظر فوري للأسلحة الموجَّهة لإكمال مشروع الإبادة».
التحرُّك يمتدُّ إلى إيطاليا
من المنتظَر أنَّ تصل السفينة "Contship Era" إلى ميناء جنوة الإيطالي، حيث أعلن عُمَّال الميناء المنضوون في "اتحاد النقابات القاعدية" (USB) و"التيار المستقل لعمّال الميناء" (CALP) عن مراقبة صارمة لضمان خلو السَّفينة من أي شحنة عسكرية.
خلفية من التحرُّكات السّابقة
جدير بالذكر أنَّ عمال ميناء جنوة ليسوا غرباء عن مثل هذه التحرُّكات؛ ففي نوفمبر 2023، بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة، أطلقوا احتجاجًا ضد مرور شحنات السلاح عبر المدينة. كما قاموا في يونيو 2024 باعتصام أخر غير مرخَّص دعمًا للقضية الفلسطينية، وقاموا بإغلاق بوَّابات الميناء.
هذه التحرُّكات تأتي ضمن موجة أوسع من المقاومة الشعبية في أوروبا ضد تجارة الأسلحة عبر الموانئ، والتي انخرط فيها العمّال والنقابات والمجتمعات المحلية. وقد سبق لعمّال ميناء جنوة أن أوقفوا شحنات أسلحة كانت متَّجهة إلى السعودية خلال الحرب في اليمن، ونالوا على ذلك إشادة من البابا «فرنشيسكو».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق