وبحسب المعلومات، فإنَّ إسم «داوود» مُدْرَج في أنظمة الشرطة الإيطالية عبر نشرة حمراء من "الإنتربول". وفي حال وصوله إلى مطار مثل "ليناتي" قادمًا من باريس، فقد يتعرض للتوقيف وعرضه على القضاء الإيطالي، ما سيُشَكِّل إحراجًا قضائيًا ودبلوماسيًا للحكومة الإيطالية، بالأخص أنَّ «داوود» يحمل الجنسية الفرنسية منذ 2020 ويتمتَّع بالحماية القانونية في فرنسا.
سبب الملاحقة: رواية "Houris"
الرواية الجديدة التي أصدرها «داوود» في صيف 2023 بعنوان Houris (الحوريات)، والتي تُرجمَت مؤخَّرًا إلى الإيطالية، تُعتبر السبب الرئيسي للملاحقة. تتناول الرواية موضوع الحرب الأهلية الجزائرية، من خلال شخصية "ألبا"، امرأة نجت من محاولة ذبح على يد إسلاميين، في خرق واضح لما يُسمَّى "ميثاق المصالحة الوطنية" الجزائري.
مساران قضائيان يلاحقانه
المسار الأول يتعلَّق باتِّهامه بالإساءة لصورة الجزائر باستخدام وقائع "التراجيديا الوطنية"، وهي جريمة يُعاقَب عليها بالسِّجن وفقًا للمادَّة 46 من قانون المصالحة. أما الثَّاني، فهو شكوى قدمتها سيدة جزائرية تدعى «سعدة»، تزعم أن الكاتب استخدم قصتها الشخصية من دون إذنها، خلال علاجها لدى زوجته الطبيبة النفسية.
ورغم إلغاء النشرات الحمراء من "الإنتربول"، وفقًا لما أكَّده فريق الدفاع عن الكاتب، إلَّا أنَّ أمر الاعتقال الجزائري لا يزال قائمًا، بينما تشهد العلاقات بين الجزائر وإيطاليا حاليًا حالة من الدفء السياسي بسبب التعاون في ملفي الغاز والهجرة، في حين تمرُّ علاقات الجزائر بباريس بأدنى مستوياتها.
دعوات لحماية حرية التعبير
الناشرة الإيطالية «إليزابيتا زْغاربي»، المنظمة لمشاركة «داوود»، دعت الحكومة الإيطالية إلى ضمان حرية الكاتب في التعبير، مؤكِّدة على أنَّ "منع كاتب من الحديث عن عمله الأدبي سيكون انتكاسة ثقافية لإيطاليا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق