البلاغ الأوَّل عن وجود جثث في البحر صدر، يوم الخميس 26 يونيو، عن منظمة Sea-Watch، بعد أن رصدت طائرة المراقبة "Seabird" عدَّة جثث طافية على سطح الماء.
ولا تزال ملابسات الحادثة مجهولة، إلَّا أنَّ منظمة "إيميرجنسي" تُرجِّح عدَّة فرضيات، بينها وقوع حادثة غرق لم يُستجَب لها، أو تجاهل نداء استغاثة (SOS)، أو ربَّما عملية اعتراض نفَّذها خفر السواحل الليبية دفعت بعض المهاجرين إلى القفز في البحر لتفادي الإعادة القسرية إلى ليبيا.
وتشير التقديرات إلى أنَّ الجثتين ظلَّتا في البحر لما لا يقل عن أسبوع قبل انتشالهما. ومن المقرَّر أن تصل الجثتان إلى ميناء" أوغوستا" الإيطالي يوم الأحد 29 يونيو، حيث ستُجرى عليهما الفحوصات اللَّازمة لتحديد الهوية وأسباب الوفاة.
Ieri la #LifeSupport ha recuperato i corpi di due persone annegate. Erano alla deriva, in acque internazionali, nella zona #SAR libica. Leggi il comunicato stampa sul nostro sito https://t.co/hpXqqJFMRY
— EMERGENCY (@emergency_ong) June 28, 2025
وقالت «أنابيل مونتيس مير»، رئيسة بعثة "حفظ الارواح"، في تصريح صحفي: “نحن في عرض البحر من أجل إنقاذ الأرواح، ومن المؤلم للغاية أن نُجبَر على انتشال جثث كان ممكنا إنقاذها. لا نعلم على وجه الدقَّة ما حدث، لكن من المُرجَّح أن تكون هناك حادثة غرق لم يُبلَّغ عنها، أو أن استغاثة لم تلقَ استجابة في الوقت المناسب، أو ربَّما وقعت عملية اعتراض من قبل خفر السواحل الليبي أو جماعات أخرى، ما دفع بعض الأشخاص إلى رمي أنفسهم في البحر هربًا من الإعادة القسرية إلى ليبيا.”
وأضافت «مونتيس مير»: “ما نعرفه على وجه اليقين هو أن تفويض إيطاليا وأوروبا بإدارة تدفُّقات الهجرة إلى دول ثالثة تنتهك حقوق الإنسان بشكل ممنهَج، أمر لا إنساني. هذه السياسات لا تؤدي إلَّا إلى زيادة معاناة الأشخاص المهاجرين، وتجعل من تلك الدول شريكة في الانتهاكات. وكما أشرنا في تقريرنا 'الحدود اللاإنسانية – إنقاذ الأرواح في وسط البحر الأبيض المتوسظ، نكرر مطالبتنا بتفعيل مهمة إنقاذ أوروبية مشتركة (SAR) لتعزيز القدرة على البحث والإنقاذ في البحر المتوسط.”
وأنهت السفينة عملية انتشال جثتين من أصل ست جرى الإبلاغ عنها يوم الخميس، وذلك في فترة ما بعد ظهر الجمعة.
هذه الواقعة تُسلِّط مجدَّدًا الضَّوء على مأساة المهاجرين في البحر المتوسط، وعلى العواقب القاتلة لسياسات الرَّدع والصَّد المعتمَّدة في ملف الهجرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق