وتَبيَّن لاحقًا وجود نحو خمسة غرامات من أملاح الديازونيو داخل المختبر، وهي مُرَكَّبات معروفة بقدرتها على التسبُّب في انفجارات خطيرة. وبحسب السُّلطات، جرى تأمين المنطقة بالكامل، ويُنتظر أن يتولّى فريق متخصص من "نواة الطوارئ الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية" (NBCR) التابعة لقوات الإطفاء، بالإضافة إلى خبراء المتفجرات في سلاح "الكاربينييري"، تفكيك المواد المتفجِّرة بطريقة آمنة.
حادث ثانٍ خلال أيام
ويُعدُّ هذا الحادث الثاني خلال أقل من عشرة أيّام في المبنى نفسه التابع للمعهد. ففي الثالث من يونيو، تعرَّضت باحثة تبلغ من العمر 54 عامًا لإصابة خطيرة في يدها اليسرى، أدَّت إلى بتر إبهامها، إثر انفجار قارورة كانت تحتوي على "حمض الهيبوفوسفوروس" و"أملاح نيتروجينية" أثناء تنفيذ تجربة داخل المختبر.
"أملاح الديازونيو"… مركبات صغيرة بخطورة كبيرة
وعلى الرغم من كونها تُستخدم عادة كوسيط في التفاعلات الكيميائية، إلَّا أنَّ أملاح الديازونيو تُعد من المواد شديدة الخطورة. فهي مُركَّبات عضوية ناتجة عن الأمينات العطرية، وتتميَّز بعدم استقرارها الحراري والميكانيكي، ما يجعلها عرضة للانفجار حتَّى من دون وجود مصدر اشتعال مباشر.
تتسبَّب الحرارة، أو الشَّرر، أو حتّى الجفاف البسيط، في تحلُّل هذه الأملاح بعنف، مْطلِقةً كمِّيات كبيرة من غاز النيتروجين. ولهذا السَّبب، يُنصح دائمًا باستخدامها "في الموقع" من دون عزلها، للحدِّ من احتمالات وقوع انفجار. كما يجب إبقاء درجة الحرارة أثناء عملية التحضير المعروفة بالـ"ديازتة" دون 5 درجات مئوية، إذ إن تجاوز عتبة 40 درجة قد يؤدّي إلى تحلُّل غير قابل للسيطرة.
وتزداد خطورة هذه المواد في حال تلوُّثها بالمعادن أو القواعد القوية أو تُعرِّضها للأشعَّة فوق البنفسجية، ما يُعزِّز من سرعة تفاعلها.
رغم خطورتها… استخدامات صناعية وتقنية واسعة
رغم ما تحمله من مخاطر، تظلُّ "أملاح الديازونيو" عنصرًا أساسيًا في العديد من التطبيقات الصناعية والعلمية. وتُستخدَم بشكل واسع في إنتاج الأصباغ الآزوية التي تدخل في صناعة النسيج والطباعة، كما تلعب دورًا مهمًّا في التقنيات المتقدِّمة مثل تعديل أسطح أنابيب الكربون النانوية وتطوير الحسَّاسات الكهروكيميائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق