منذ الدقيقة الأولى وحتَّى صافرة النهاية، لم تهدأ وتيرة اللِّقاء، وسط تبادل الفرص والأهداف بين عملاقين من عمالقة الكرة الأوروبية.
شوط أول إسباني بإمضاء أويارزابال
افتتحت إسبانيا التسجيل عبر «نيكو ويليامز» بعد تمريرة حاسمة من «ميكيل أويارزابال»، قبل أن يُكرِّر الأخير تمريرته السحرية ليضع «ميرينو» أمام المرمى، مسجِّلًا الهدف الثاني لـ"لاروخا".
شوط ثانٍ مجنون: «يامال» و «بدري» يُبدعان... و«شرقي» يُشعل اللقاء
مع بداية الشوط الثاني، حصل «لامين يامال» على ركلة جزاء ترجمها بنجاح، ثم أطلق «بيدري» تسديدة ساحرة عزَّزت التقدُّم الإسباني وجعلت النتيجة 4-1، في وقت بدا فيه أن المباراة قد حُسمت تمامًا.
لكن «كيليان مبابي» أعاد الأمل للديوك بتسجيله هدفًا من علامة الجزاء، قبل أن يعود «يامال» ويُضيف هدفه الثاني بطريقة مبتكَرة مُستخدِمًا مُقدِّمة القدم في تسديدة خدعت «ماينان».
وفي وقت اعتقد فيه الجميع أنَّ الأمور انتهت، دخل البديل «ريان شرقي» ليقلب الموازين: سجل هدفًا رائعًا من كرة طائرة، ثم صنع هدف التعادل العكسي بعد أن تسبب في هدف ذاتي سجَّله المدافع «فيفيان»، وأهدى تمريرة حاسمة ل«كولو مواني» الذي قلَّص الفارق إلى هدف واحد فقط.
ورغم المحاولات الفرنسية العنيفة في الدقائق الأخيرة، إلَّا أنَّ إسبانيا تمسَّكت بتقدُّمها، ونجحت في حجز بطاقة العبور إلى النهائي لملاقاة البرتغال.
«يامال»... فتى الأرقام القياسية الذي يكتب التاريخ بقميص إسبانيا
لم يكتف «لامين يامال» بتحطيم رقم أو إثنين، بل بات ماكينة أرقام قياسية لا تهدأ. آخر إنجازاته جاء في مواجهة إسبانيا التاريخية أمام فرنسا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية، حين أصبح أصغر لاعب يسجّل ثنائية في تاريخ منتخب إسبانيا، مواصلاً سلسلة تحطيم الأرقام المرتبطة بالسن.
نجم يلمع مبكرا مع "لاروخا"
يامال، الذي خاض أول مباراة دولية مع إسبانيا وسجّل فيها وهو بعمر 16 عاماً و57 يوما، دَوَّن إسمَه مُجدَّدًا في السجلَّات بعد تسجيله هدفين في شباك فرنسا، ليصبح بذلك أصغر من يسجّل "ثنائية" دولية في تاريخ "لاروخا".
بطولة أوروبية... من ذهب
في صيف 2024، قدّم «يامال» نسخة أوروبية مذهلة، حطّم خلالها ثلاثة أرقام قياسية دفعة واحدة:
-
أصغر لاعب يشارك في بطولة أمم أوروبا (16 عاماً و338 يوما).
-
أصغر لاعب يسجّل في البطولة (16 عاماً و362 يوما).
-
أصغر لاعب يخوض نهائي اليورو ويتوّج باللقب (17 عاما ويوم واحد فقط).
حكاية نضج مبكِّر في برشلونة وأوروبا
بعيدًا عن المنتخب، حفر «يامال» إسمه في تاريخ برشلونة والليغا، كأصغر من لعب وسجَّل بقميص "البلاوغرانا"، كما دخل الكلاسيكو من أوسع أبوابه، كأصغر من شارك وسجَّل في مواجهات برشلونة وريال مدريد.
وعلى الرغم من أن بعض الأرقام المرتبطة بالشباب في دوري أبطال أوروبا أفلتت منه بفارق أيام أو دقائق، إلا أن المتابعين يتساءلون اليوم: متى سيتحوّل سيل الأرقام القياسية المبكر هذا إلى إنجازات كبرى وألقاب جماعية وفردية؟
الزمن وحده سيجيب، لكن المؤشِّرات تقول إنَّ نجم المستقبل قد بدأ الكتابة، وبأحرفٍ من ذهب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق