«مريم الشكيلية»/ سلطنة عمان
سعيتُ أن أُخفِّف من الوِحدة التي تحاول أن تشُدَّني إلى مستنقَعٍ عميقٍ.. شيئًا فشيئًا كصرير قلم على شارع ورق مُتعرِّجٍ تجرَّني إليه..
سعيتُ أن أَفُكَّ طلاسمَ هذا الشعور الموحِشِ الذي يتسلَّق روحي كجيشٍ مهزومٍ في ساحة المعركة..
لا أريدُ أن أُقلقَكَ، ولكنَّني سألتُكَ يومًا في رسالتي الشتوية عن المعنى الحقيقي للشعور الذي لا يمكن وصفه، أو إيجاد لغة للتعرُّف عليه..
كيف يبدو هذا الشعور المزدوَج كأنَّك في قارورة صغيرة معزولة تُحاوِل أن تَطلقَ شهيق الأنفس من دون أن يشعر بك أحد، أو يلاحظ ارتعاش رمشك، أو جحوظ عينيك؟!
إنَّني أتساءلُ هل هذا فعلًا شعورٌ بالوِحدة، أو أنَّ صمتَك بينما كنتُ أنتظرُ مرورَك على رصيف الورق.. على حافَّة السُّطور الخاوية، ما يجعلني أنزِفُ ضَجَرًا؟!
من خلال التعمُّق في هكذا شعور يخلق منك شخصًا مختلفًا حتَّى عن نفسك، يجعلك تُطيل التفكير فيما حولك، و يجعلك متوحِّدا بذاتك.
وأنا أُحَدِّثُكَ الآن تنحدرُ مِنِّي تلك الكلمات التي كنتُ أُكتبُها سابقًا، كأنَّها فُقاعات عبثية تتطاير في الهواء، وما تلبث أن تنفجر وتتلاشى، وأقول ما هذا الذي كنتُ أكتبه؟ ما هذا الضَّجيج الذي كنتُ أُحْدِثُهُ في تمام السَّاعة السَّابعة صباحًا؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق