وكان من المزمع أن يقوم «بيانتيدوزي»، برفقة نظيريه اليوناني «ثانوس بليفريس» والمالطي «بايرون كاميليري»، إضافة إلى المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة، النمساوي «ماغنوس برونر»، بزيارة رسمية إلى شرق ليبيا يوم الثلاثاء. إلا أن الوفد، لدى وصوله إلى "مطار بنينة" القريب من مدينة "بنغازي"، أُبلغ بقرار السلطات المحلية التي تسيطر على شرق البلاد بعدم السماح له بالدخول.
مصطلح "شخص غير مرغوب فيه" يُستخدم في السياقات الدبلوماسية للتعبير عن الرفض الرسمي لوجود ممثل أجنبي على أراضي الدولة، وعادةً ما يؤدي إلى طرده أو منعه من الدخول. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان القرار يشمل كامل الوفد الأوروبي أم بعض أعضائه فقط.
يُذكر أن ليبيا تعيش منذ سنوات حالة انقسام سياسي ومؤسسي، حيث تتنازع السلطة حكومتان متنافستان: الأولى مقرها طرابلس وتحظى بدعم دولي، والثانية تسيطر على شرق البلاد وتتبع للقيادة العامة بقيادة المشير «خليفة حفتر». ويُعتقد أن الأخيرة هي التي أصدرت قرار المنع.
الوفد الأوروبي عاد إلى بلاده بعد فشل الزيارة، وسط تساؤلات حول دوافع القرار وتداعياته على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وسلطات شرق ليبيا.
وكانت المحطة الأولى للوفد في طرابلس، حيث التقى بممثلين عن الحكومة المعترف بها دوليًا، دون تسجيل أي حوادث تذكر. لكن الأمور اتخذت منحى مختلفًا خلال الزيارة إلى "بنغازي"، الواقعة تحت سيطرة حكومة الشرق المدعومة من المشير «خليفة حفتر».
La delegazione del Team Europe con al seguito il commissario Brunner, Piantedosi e i colleghi di Grecia e Malta è stata fermata all'aeroporto di Benghazi in #Libia in quanto "persona non grata" pic.twitter.com/8JaFByNur9
— Luca Gambardella (@GambLuca) July 8, 2025
فقد اتهمت سلطات الشرق الليبي الوفد بخرق القوانين المحلية وعدم الالتزام بالإجراءات المتبعة لدخول الدبلوماسيين الأجانب، واعتبرت أن الزيارة تمثل "تجاوزًا واضحًا للأعراف الدبلوماسية".
Team Europe is an irregular migrant. pic.twitter.com/8s16KcVfkC
— David Carretta (@davcarretta) July 8, 2025
ونقلت مصادر مطلعة لصحيفة "إلْ بوست" أن الوفد رفض لقاء ممثلين أخرين عن حكومة الشرق كانوا في استقباله في المطار، وذلك بسبب مسألة الاعتراف الرسمي؛ إذ كان الوفد مفوضًا بلقاء «حفتر» فقط. ومع رفض الوفد عقد اجتماعات أخرى، قرر «حفتر» بدوره إلغاء اللقاء، ما أدى إلى انهيار الزيارة.
في الوقت الراهن، أكدت المفوضية الأوروبية أنها تسلمت بلاغًا رسميًا من حكومة "بنغازي"، وأفادت بأنها بصدد دراسته.
يُذكر أن العلاقات بين حكومة المشير «خليفة حفتر» والحكومة الإيطالية كانت، حتى وقت قريب، جيدة إلى حدّ كبير، حيث حصلت سلطات الشرق الليبي على درجة من الاعتراف السياسي والدعم من روما خلال السنوات الماضية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق