تقرير أممي يكشف انتهاكات مروعة في أوكرانيا وسط صمت إعلامي غربي - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

تقرير أممي يكشف انتهاكات مروعة في أوكرانيا وسط صمت إعلامي غربي

تقرير أممي يكشف انتهاكات مروعة في أوكرانيا وسط صمت إعلامي غربي

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 8 يوليو 2025 –  في تقرير حديث تجاهلته إلى حدّ كبير وسائل الإعلام الغربية، وثق "مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان" (OHCHR) انتهاكات جسيمة ارتكبتها جميع الأطراف المنخرطة في الصراع الروسي-الأوكراني، رافضًا السردية السائدة التي تصنف طرفًا واحدًا على أنه "جيد" والأخر "سيئ".


ووفقًا للتقرير، فإن غالبية الضحايا المدنيين—بنسبة تصل إلى %95—سقطوا في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، نتيجة لاستخدام أسلحة متفجرة ذات تأثير واسع في مناطق مأهولة بالسكان، بما في ذلك الذخائر العنقودية، التي يُعد استخدامها في مناطق مدنية انتهاكًا صريحًا للقانون الإنساني الدولي. وقد وثّق التقرير، على سبيل المثال، هجومًا روسيًا على مدينة "دوبروبيليا" في 7 مارس 2025، أسفر عن مقتل 11 مدنيًا وإصابة 48 أخرين.


وأشار المكتب إلى أنَّ ارتفاع عدد الضحايا المدنيين خلال فترة الرصد يعود إلى الاستخدام المتزايد للطائرات المُسيَّرة قصيرة المدى، والتي تسبَّبت بمقتل 207 مدنيين وإصابة 1,365 آخرين.


من جانب أخر، أشار التقرير إلى خمس حوادث استهدفت فيها القوات الروسية منشآت طبية، بالإضافة إلى تنفيذ 115 هجومًا على البنية التحتية للطاقة، ما تسبب في انقطاع إمدادات الغاز عن السكان المدنيين. كما وثَّق التقرير اتهامات باستخدام روسيا لأطفال أوكرانيين في عمليات تجسُّس ونقل معلومات عسكرية وارتكاب أعمال تخريب وحرق متعمَّد، حيث جرى تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقابل مبالغ مالية.


وفيما يتعلَّق بأسرى الحرب، أشار التقرير إلى إعدام ما لا يقل عن 35 جنديًا أوكرانيًا أسيرًا على يد القوات الروسية، إلى جانب شهادات من أسرى محرَّرين تفيد بتعرُّضهم للتعذيب وسوء المعاملة بشكل منهجي. كما أدان التقرير إصدار المحاكم الروسية أحكامًا ضد 125 أسير حرب أوكرانيًا بتهم تتعلَّق بالإرهاب، رغم أن أفعالهم تندرج ضمن الأعمال القتالية المشروعة.


انتهاكات أوكرانية موثَّقة ضد الأسرى والمدنيين

رغم التركيز الكبير على الانتهاكات الروسية، لم يغفل التقرير عن توثيق جرائم ارتكبتها القوات الأوكرانية. فقد أشار إلى تنفيذ عملية إعدام واحدة على الأقل بحق جندي روسي أسير، بالإضافة إلى شهادات تؤكِّد استخدام أساليب تعذيب وعنف جنسي وتنفيذ عمليات إعدام وهمية أثناء الاحتجاز.


كما أجرى المكتب مقابلات مع 56 مواطنًا أوكرانيًا احتُجزوا من قبل السلطات الأوكرانية بتهم تتعلق بالخيانة أو "التعاون" مع روسيا، وذكر العديد منهم أنهم تعرَّضوا للضرب والتهديد أثناء الاستجواب. وأفاد بعض المحتجزين بأنَّهم لم يتصرَّفوا بدافع الولاء لروسيا، بل بدافع البقاء على قيد الحياة.


ووثَّق التقرير حالات اضطهاد ديني، حيث اتُهم 11 رجلًا من "شهود يهوه" و"المعمدانيين" بالفرار من الخدمة العسكرية رغم إعلانهم الاعتراض الضميري، وتعرَّض بعضهم للضرب، بينما أيَّدت المحكمة العليا الأوكرانية حكمًا بالسِّجن ثلاث سنوات على أحدهم.


وفي سياق متَّصل، رصد التقرير اعتداءات متكرِّرة من قبل جماعات "راديكالية" على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وسط تقاعس واضح من الشرطة التي لا تتدخَّل إلَّا بعد فوات الأوان. وتحدث عن اقتحامات وتجاوزات متكرِّرة داخل أماكن العبادة الأرثوذكسية.


خلاصة التقرير: لا منتصر في الحرب سوى المعاناة

يؤكِّد تقرير الأمم المتحدة على أنَّه لا يمكن تصنيف أطراف الحرب إلى "أخيار" و"أشرار"، بل يوجد ضحايا على الجانبين. وتسليط الضوء على هذه الحقائق لا يعني الانحياز، بل هو محاولة لكشف الحقيقة بعيدًا عن ازدواجية المعايير التي كثيرًا ما تشوب الخطاب الديمقراطي والليبرالي في سرد الصراعات الدولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا