وتُظهر الإحصاءات أن معدل البطالة لا يزال مرتفعًا، ولا سيما بين الفئات الأكثر هشاشة مثل الشباب والنساء. وبدلًا من تسجيل نمو حقيقي في أعداد العاملين، تمر البلاد بمرحلة جمود، حيث يُجبر العديد من الأفراد على القبول بوظائف مؤقتة أو بدوام جزئي، دون أي ضمانات تتيح لهم تحقيق استقرار اقتصادي.
وتنبه التقارير إلى أن طريقة تفسير الحكومة لهذه الأرقام قد تكون مضلّلة. فبدلًا من التركيز على الوعود المتعلقة بتوفير فرص عمل جديدة، تبرز الحاجة الملحّة إلى معالجة الأسباب البنيوية للبطالة وتعزيز السياسات الفاعلة التي تدعم المواطنين في مساعيهم للحصول على وظائف لائقة وتحسين ظروفهم المهنية.
بين الدعاية والواقع
خطاب ينهار أمام حقائق ميدانية
الواقع على الأرض يؤكد ما يلي:
-
البطالة في تزايد مستمر.
-
الشباب يجدون صعوبة متزايدة في دخول سوق العمل.
-
من يفقد عمله نادرًا ما يعاد إدماجه مهنيًا.
-
غالبية الوظائف المُعلنة تفتقر إلى الاستقرار وتُعدّ متدنية الأجور.
الرسالة واضحة
معدلات البطالة: أبريل ومايو 2025
أبريل 2025
-
انخفض معدل البطالة إلى %5.9، مقارنة بـ %6.1 في مارس، مسجلاً أدنى مستوى منذ سنوات.
-
البطالة بين الشباب (15‑24 عاما) تراجعت إلى %19.2من %20.4.
-
المشهد العام أظهر زيادة قدرها 96 ألف في عدد المشتغلين خلال الفصل (فبراير‑أبريل) وتوسع بواقع 282 ألف عامل على أساس سنوي.
-
لكن نسبة القادرين على العمل وغير الباحثين (غير النشطين) ارتفعت إلى 33.2%، بزيادة نحو 39 ألف شخص.
مايو 2025
-
عاد معدل البطالة للارتفاع إلى %6.5، من %6.1 في أبريل، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو 2024.
-
على الرغم من ارتفاع البطالة، تم خلق 80 ألف وظيفة جديدة خلال مايو .
-
البطالة بين الشباب ارتفعت إلى %21.6 مقابل %19.9 في أبريل.
-
بلغ معدل المشاركة في القوى العاملة نحو %67.4، وهو رقم قياسي، ما يدل على دخول مزيد من الأشخاص لسوق العمل، حتى إن لم يجدوا وظائف فورا.
تفسير الاتجاهات الحالية
-
الانخفاض في أبريل يُعزى إلى خفض في نسب البطالة الشبابية وزيادة عدد المشتغلين بدوام كامل أو دائم.
-
الارتفاع الطارئ في مايو يعتبره الخبراء دلالة طبيعية على عودة أعداد الباحثين عن عمل للسوق، مما يزيد مؤقتاً من نسبة البطالة.
-
النمو الطفيف في عدد الوظائف (80 ألف) مقابل زيادة عدد الباحثين يعني أن المنظومة لم تواكب الطلب المتزايد.
-
تُشير هذه المعطيات إلى وجود فجوة بين ارتفاع التوظيف الظاهر والواقع العملي، خاصة لدى الشباب.
الخلاصة والأولويات المستقبلية
-
لا يزال سوق العمل الإيطالي يعاني من عدم استقرار، رغم بعض التحسن في أبريل.
-
ارتفاع معدل المشاركة يعني أن الأمل بالوظيفة يعيد الناس للسوق، لكن النمو في فرص العمل لا يزال أبطأ من نمو الباحثين.
-
تحتاج السياسات الاقتصادية إلى تعزيز القدرة على استيعاب القوى العاملة الوافدة، خاصة من الشباب، عبر:
-
برامج تدريب وتأهيل مهنية.
-
دعم مشاريع مستقلة وريادة أعمال.
-
تشجيع التحول إلى عمل دائم ومستقر بدل الوظائف المؤقتة.
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق