الإيطالية نيوز، السبت 5 يوليو 2025 – اضطرت «مارغريتا بارولين»، صاحبة متجر “Maison Marguerite” في قلب "كورسو فوغاتزارو" بمدينة فيتشينسا"، إلى إغلاق محلها التجاري بعد سلسلة من المضايقات والاعتداءات التي تعرَّضت لها من قِبل رجل بلا مأوى من أصول شمال‑أفريقية، أدخلها في حالة من الرُّعب، إلى درجة دفعها لغلق متجرها مع وضع لافتة على واجهته مكتوب عليها عبارة:
“مغلق بسبب الخوف..ليس بسبب عطلة، وليس من تلقاء نفسي، بل لأن العمل في هذه الظروف أصبح مستحيلاً.”
خلفية الحادثة وتطوُّراتها
بدأت المطالبات الأمنية تُعلن بدايةً قبيل نهاية مايو، بعد سلسلة من محاولات السرقة وأعمال العنف نفذها الشخص نفسه، الذي وجدته «بارولين» أمام واجهة متجرها أكثر من مرة، ما اضطرها للبقاء محتجزة داخله لبعض الوقت. في اليداية، جرى فرض "Daspo Willy" ضد المهاجر الشمال إفريقي المعني: يمنعه من الوجود في المنطقة، وقد صدر أمر بترحيله إلى "مركز الفرز والترحيل" في "اغراديسكا دِ إزونسو"، بهدف إنهاء التهديد. وعلى الرَّغم من وجود شهادة طبية تدَّعي وجود مشاكل صحية تحول دون ترحيله، استنادًا إلى قرار المحكمة العليا الإيطالية في 2019، أكد نائب رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، «ماتيو سالفيني»، في منشور دعائي، على ترحيل المهاجر الشمال إفريقي.
وكتب «ماتيو سالفيني» في الملصق الدعائي الإخباري، الذي أصبح شائعًا على وسائل التواصل الاجتماعي: "طُرِدَ من البلاد المتحرش بالسيدة بارولين. جرى ترحيل المواطن من شمال إفريقيا الذي كان قد اعتدى على صاحبة المتجر الذي أصبح مشهورًا بعبارة "مُغلَقًا بدافع الخوف".
اللافتة "Chiuso per paura" (مُغلَقًا بدافع الخوف) أصبحت رمزًا مثيرًا للجدل في الإعلام الإيطالي، وتُستخدم لتسليط الضوء على قضايا انعدام الأمان في بعض الأحياء.
ردود الأفعال والمؤسسات
أعاد مطالع لافتتها بعد 7 أيام من الإغلاق، مؤكدًا أن عودته تسببت بقلق بالغ ودفعتها لمطالبة السلطات بإجراءات فورية وفعّالة .
في هذا الصدد، عبّر رئيس بلدية "فيتشينسا"، «جاكومو بوسَّاماي» (Giacomo Possamai)، عن “خشيته من أن تنتهي القصة دون حل نهائي”، مشيرًا إلى ضرورة “تعديل القوانين” لمعالجة الثغرات في تطبيق الترحيل .
من جهته، طالب رئيس كتلة "إخوة إيطاليا" في المجلس البلدي، «نيكولو ناكليريو» (Nicolò Naclerio)، بمقاربة شاملة تشمل تعزيز خدمات الرعاية الاجتماعية ومراقبة الأفراد في یاقة الاحتياجات الخاصة.
الرد الأمني والقانوني
أكدت الشرطة المحلية أنها تتابع الحالة عن كثب مطالبة بضرورة تنفيذ الترحيل خلال المهلة القانونية البالغة سبعة أيام بعد إطلاق سراحه . كما يُحتمل فرض عقوبات جنائية عليه في حال تورطه في اعتداءات جديدة أو مراقبته لـ”Daspo Willy”.
"فيتشينسا" اليوم تمثل نموذجًا صارخًا للتجاوزات القضائية التي تؤرق التجار والمواطنين. رغم توفر أطر قانونية واضحة، إلا أن ثغرات التطبيق و”الشهادات الطبية” ساهمت في خروج هذا الرجل عن نطاق القانون مؤقتًا، وسط صمت شبه مطبق من السلطات المحلية.
«مارغريتا بارولين» تُشكّل شجاعة كبيرة برفعها الصوت في النهاية، عبر تعليقها اللافتة ورفضها إعادة فتح متجرها حتى يتم الطرد الفعلي، في خطوة أثارت ضجة برلمانية لتعديل نظام الترحيل والمراقبة، وتقوية الشعور بالأمن في المراكز التاريخية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق