إيطاليا: منع 5 مشجِّعين بينهم مغربي من دخول الملاعب بسبب رفع علم فلسطين خلال مباراة في "كومو"

الإيطالية نيوز، السبت 26 يوليو 2025 – أصدرت السلطات الإيطالية قرارات بمنع خمسة مشجعين من دخول الملاعب لفترات تصل مجتمعة إلى ثمانية أعوام، وذلك بعد رفعهم علم فلسطين خلال مباراة بين فريقي "أياكس الهولندي" و"سيلتيك الاسكتلندي" ضمن بطولة "كومو-كاب 2025"، التي أُقيمت مساء أمس على ملعب "سينيغاليا" في مدينة "كومو".

وبحسب ما أفادت به الشرطة، فإنَّ الحادث وقع قبيل صافرة نهاية اللقاء، عندما قامت امرأة إيطالية تبلغ من العمر 40 عاما من مدينة "ليكّو"، ورجل إيطالي يبلغ من العمر 52 عاما، برفع علم فلسطين في اتِّجاه مدرَّجات جماهير "أياكس". وقد وصفت السلطات الفعل بأنه "استفزازي"، واعتبرت أنه يندرج ضمن تصرُّفات تنطوي على تحريض على الكراهية، لتقوم على إثر ذلك باتِّخاذ إجراءات قانونية بحقهم.

وبالإضافة إلى المواطنين الإيطاليين، جرى التعرُّف على ثلاثة مشجعين أخرين شاركوا في الفعل ذاته، وهم: شابان اسكتلنديان يبلغان من العمر 24 و29 عاما، إضافة إلى شاب مغربي يبلغ من العمر 28 عاما ويقيم في مدينة "بيزانا" في "بريانزا". وقد أُحيل الخمسة جميعًا إلى التحقيق، ووُجِّهت إليهم تهم بموجب المادة 604 مكرَّر من قانون العقوبات الإيطالي، والتي تجرم التحريض على الكراهية أو التمييز على أساس العرق أو الدين.

المشجِّعون المتَّهمون، من جهتهم، نفوا وجود أي نية تحريضية في فعلهم، مشيرين إلى أنَّ الخطوة كانت رمزية للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. وقالوا إن جماهير "أياكس" كانت قد بدأت الاستفزاز بعرض علم إيرلندا الشمالية – المعروف بدلالاته الموالية لبريطانيا – في محاولة لإثارة مشجعي "سيلتيك" المعروفين بتأييدهم للقضية الإيرلندية. وأضافوا: "الشرطة رأت العلم الفلسطيني ولم تلتفت إلى العلم الاستفزازي من جانب مشجعي "أياكس". ومع ذلك، نحن لسنا عنصريين ولا نحمل كراهية دينية أو عرقية. علم فلسطين هو بالنسبة لنا ولجماهير "سيلتيك" رمز دعم لشعب مضطهَد، ولا يمكن تفسيره على أنه معاداة للسامية".

رغم هذه التوضيحات، أصدر قائد شرطة "كومو"، ماركو كالي، قرارات بمنع المشجعين الخمسة من دخول الملاعب لمدد متفاوتة، ضمن ما يعرف بـ""ضاسبو""، وهو إجراء إداري يهدف إلى إبعاد الأفراد المتورطين في أحداث عنف أو تحريض عن الفعاليات الرياضية. وبموجب القرارات، يُحظر على المتهمين حضور أي فعاليات رياضية في إيطاليا خلال السنوات المقبلة.

الحادثة تأتي في سياق سلسلة من الإجراءات المشابهة التي شهدتها إيطاليا في الأشهر الأخيرة ضد من يُظهرون دعمهم للقضية الفلسطينية علنًا. ففي مدينة "بوتنيانو"، خلال مرور "جيرو دي إيطاليا" في مايو الماضي، طالبت الشرطة إحدى العائلات بإزالة علم فلسطين من شرفتها "لأسباب تتعلَّق بالنظام العام". وفي مدينة "سالو"، في يناير، تدخَّلت قوات الأمن ضدَّ المصور «جوليّو تونينتشيلّي» على خلفية احتجاجه على ما وصفه بـ"الإبادة في قطاع غزة".

كما فُرضت غرامة مالية على «نحّال» يدعى «ماركو بوريلّا» في مدينة "ديزيو"، بعد أن علَّق لافتة تطالب بوقف "الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، حيث اعتبرتها السلطات "لافتة غير مرخَّصة". وفي "تيرني"، أوقفت الشرطة ناشطًا شابًا من حركة "السلطة للشعب" خلال مظاهرة ضد قانون الأمن الجديد، بعدما وُجد بحوزته علم فلسطين.

هذه الوقائع تعكس تصاعدًا في التدابير الأمنية والقانونية بحق من يعبّرون عن تضامنهم العلني مع القضية الفلسطينية في إيطاليا، وسط انتقادات من منظمات حقوقية تعتبر ذلك انتهاكًا وجمعا صارخًا لحرية التعبير والرأي.