"سربرنيتسا" بعد 30 عاما: جراح الإبادة الجماعية لا تندمل - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

"سربرنيتسا" بعد 30 عاما: جراح الإبادة الجماعية لا تندمل

"سربرنيتسا" بعد 30 عاما: جراح الإبادة الجماعية لا تندمل

الإيطالية نيوز، الجمعة 11 يوليو 2025 – لا يزال الزمن عاجزاً عن محو فظائع الإبادة الجماعية في "سربرنيتسا"، المدينة البوسنية التي تحيي هذه الأيام الذكرى الثلاثين لأبشع مجزرة بحق المدنيين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والتي نفذتها قوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال «راتكو ملاديتش».


وقد شكّلت هذه المجازر، التي وقعت في يوليو 1995، واحدة من أحلك اللحظات في سلسلة الحروب الدامية التي عصفت بجمهورية يوغوسلافيا السابقة خلال تسعينيات القرن الماضي، وأدت في نهاية المطاف إلى تفككها الكامل.


وبمناسبة "اليوم الدولي لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في سربرنيتسا"، الذي يصادف 11 يوليو وفق إعلان الأمم المتحدة، تُقام غداً مراسم رسمية في المقبرة التذكارية في بوتوتشاري، عند مدخل المدينة المنكوبة، بحضور حشود من ذوي الضحايا، إلى جانب مسؤولين سياسيين ودينيين محليين، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومؤسساته.


ومن أصل أكثر من 8 آلاف مدني بوسني مسلم قُتلوا خلال أيام معدودة في تلك المجزرة، تم حتى الآن التعرف على هويات 6,765 ضحية، دُفنوا في المقبرة التي تكتسي بآلاف الشواهد البيضاء. أما رفات 250 ضحية أخرى فتم دفنه في مقابر محلية أخرى بناءً على رغبة عائلاتهم، فيما لا يزال مصير نحو ألف شخص مجهولاً. وكما جرت العادة، ستُقام غداً مراسم دفن رفات سبعة ضحايا جرى التعرف على هوياتهم خلال العام الماضي.


ومن المتوقع أن تتوافد آلاف الأشخاص إلى "سربرنيتسا"، معظمهم من الشباب القادمين من مختلف أنحاء البوسنة والهرسك ودول أخرى بينها إيطاليا، للمشاركة في "مسيرة السلام" التقليدية. وهي مبادرة رمزية تعيد إحياء المسار الذي قطعه نحو 15 ألف بوسني مسلم سيرا على الأقدام لمسافة تتجاوز 100 كيلومتر، هرباً من المدينة عقب سقوطها بيد القوات الصربية رغم كونها منطقة محمية من الأمم المتحدة. لكن قلة فقط نجت من المجازر التي ارتُكبت خلال محاولات الفرار عبر الغابات باتجاه مدينة توزلا، الواقعة تحت سيطرة الحكومة البوسنية آنذاك.


ورغم مرور ثلاثة عقود، لا يزال هناك من يُنكر وقوع الإبادة. فقد حذر المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، «سيرج برامرتس»، من تزايد الخطابات التي تنكر الإبادة أو تمجد مجرمي الحرب. ولا يزال العديد من قادة صربيا وصرب البوسنة متمسكين برفض الاعتراف بالوقائع، ويشكون مما يصفونه بازدواجية المعايير وتجاهل المجتمع الدولي لمقتل آلاف المدنيين الصرب على يد القوات البوسنية المسلمة في براتوناتس ومناطق مجاورة ضمن إقليم "سربرنيتسا"، قرب الحدود مع صربيا.


وفيما يتعلق بالمسؤولية الجنائية، أُصدرت حتى اليوم نحو خمسين إدانة بالسجن لفترات تجاوز مجموعها 700 عام، بحق ضباط وجنود ومسؤولين أمنيين من صرب البوسنة. كما حُكم بالسجن المؤبد على أبرز اثنين من المسؤولين عن المجازر: الجنرال راتكو ملاديتش (83 عاما)، والزعيم السياسي لصرب البوسنة رادوفان كارادجيتش (80 عاماً). ويقضي ملاديتش عقوبته في سجن تابع للمحكمة في لاهاي، بينما يقبع كارادجيتش في سجن بجزيرة وايت جنوب بريطانيا، وسط تدهور حالتهما الصحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا