ووفقًا للتقرير، فإنَّ هذا الانخفاض يضع الشركة على مسار إنتاج سنوي لا يتجاوز 440 ألف سيارة، وهو رقم بعيد جدًّا عن الطاقة الإنتاجية القصوى لمصانع الشركة في البلاد، والمُقدَّرة بـ1.5 مليون سيارة سنويًا، فضلًا عن الهُوَّة الكبيرة مقارنةً بالرَّقم القياسي المسجَّل في عام 1989 والذي بلغ مليوني سيارة.
وتواجه "استيلّانتيس" أزمة ممتدَّة في قطاعها الإنتاجي داخل إيطاليا، إذ سبق أن هَدَّدت العام الماضي بتسريح مئات العُمَّال قبل أن تتراجع إثر ضغوط نقابية. أما هذا العام، فقد أعلنت بالفعل عن الاستغناء عن 610 عاملين في مصنع "ميرافيوري" بمدينة "تورينو"، ضمن خُطَّة لتقليص العمالة عبر حوافز مالية للمغادرة الطوعية.
وذكر التقرير أنَّ جميع مصانع الشركة في إيطاليا سجَّلت تراجعًا في الإنتاج خلال النِّصف الأول من العام الجاري، مع غياب أي مؤشِّرات واضحة على تعافٍ وشيك. وأضافت النقابة أنَّ "استخدام أدوات الدَّعم الاجتماعي مرشح للزيادة، ما قد يؤثِّر على نحو نصف القوة العاملة لدى المجموعة".
وكان مصنع "مودينا" الأكثر تضرُّرًا، إذ لم يُنتِج سوى 45 وحدة فقط، بتراجع بلغ %71.9 مقارنة بالنصف الأوَّل من 2024، مع أيام إنتاج فعلية لم تتجاوز 11 يومًا. كما شهد مصنع "ميلفي" انخفاضًا بنسبة %59.4 بإجمالي 19,070 سيارة. حتّى مصنع "بوميليانو"، الذي كان الوحيد العام الماضي الذي تفادى الانكماش، سَجَّل هو الأخر تراجعًا قدره %24 هذا العام.
وتواصل سيارة "فيات باندا" تصدر الإنتاج الوطني بنسبة %54، إلَّا أنَّها هي الأخرى شهدت تراجعًا في الإنتاج بنسبة %15 خلال النِّصف الأول من 2025.
ورغم استمرار الشركة في تأكيد التزاماتها المؤسَّسية، والتي تشمل استثمارات بقيمة ملياري يورو في المصانع الإيطالية و6 مليارات يورو في المشتريات المحلية، بهدف الوصول إلى إنتاج مليون سيارة سنويًا بحلول 2030، إلَّا أنَّ النقابة دعت إلى مراجعة هذه التعهُّدات مع القيادة الجديدة للمجموعة بعد رحيل المدير التنفيذي «كارلوس تافاريس»في نهاية 2024.
وتحدَّثت النقابة عن خُطَّة استثمارية جديدة تشمل تطوير طرازات جديدة من السيارات والمركبات التجارية، لكنَّها أشارت إلى أنَّ "ملفات حيوية لا تزال عالقة، مثل مستقبل "مصنع ترمولي" بعد وقف مشروع مصنع البطاريات (Gigafactory)، وخُطَّة إنعاش علامة مازيراتي".
ودعت "فيم-تشيزل" الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبي إلى التدخُّل عبر خطط دعم وهيئات تمويل مشترك لمواجهة الأزمة المستمرَّة، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط جراء فرض رسوم جمركية جديدة من قبل الإدارة الأميركية.
ورغم الأوضاع الصعبة التي يعيشها العُمَّال، فقد أقدمت "استيلّانتيس" في يونيو على تفعيل آلية فصل جماعي جديدة تستهدف 610 موظفين، في وقت وافقت فيه الجمعية العامَّة للمساهمين في مايو الماضي على توزيع أرباح نقدية بقيمة 0.68 يورو للسهم، أي بعائد بنسبة %5، ما أثار انتقادات النقابة التي اعتبرت أنَّ الأرباح تُوزَّع على حساب الاستثمارات في البحث والتطوير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق