وبحسب ما أعلنته الشرطة، فقد عاش الضحية في ظروف مأساوية داخل منزله الذي تحوَّل إلى سجن: من دون ماء ساخن، أو تدفئة، أو وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي. حتّى الطعام كان يُقدَّم له بشكل مقنَّن، فيما نُصِبَ سلك شائك على جدران المنزل لمنع أي محاولة هروب.
كُشف الستار عن الحادثة أواخر شهر نوفمبر الماضي، عندما تلقت الشرطة بلاغاً من جيران أبلغوا عن إلقاء أغراض في باحتهم من قِبل قاطن الفيلا المجاورة — ربما كان نداء استغاثة أخير من الضحية.
عند دخول المنزل، عثرت قوات الشرطة على الرجل في حالة من الهذيان والإهمال الشديد، ليُصار إلى نقله فورًا إلى المستشفى المدني في "فيجيفانو" لتلقِّي الرعاية الطبية.
تحقيقات موسَّعة وأدلَّة دامغة
النيابة العامة في "بافيا" كلَّفت فريقًا من الشرطة الجنائية بالتحقيق في الواقعة، حيث باشرت الأجهزة الأمنية عمليات مراقبة ومتابعة دقيقة، شملت الاستماع إلى الشهود، ومراجعة التقارير الطبية، والبحث في الوضع المالي والممتلكات الخاصة بالضحية.
وأسفرت التحقيقات عن إصدار قاضي التحقيق أمرًا قضائيًا بحق الشريكة السابقة وثلاثة متهمين أخرين (امرأة ورجلان)، شمل اتِّهامات باحتجاز غير قانوني، الإهمال المتعمَّد لشخص عاجز، استغلال شخص غير مؤهَّل، والاحتيال المشدَّد.
كما تَضمَّن القرار القضائي فرض حظر تواصل واقتراب من الضحية، وإلزام المتهمين بارتداء سوار إلكتروني للمراقبة.
مخطَّط إجرامي بدافع الجشع
ووفقًا لما ورد في ملف التحقيق، فإنَّ المتَّهمين احتجزوا الرَّجل بهدف الاستيلاء على مئات الآلاف من اليوروهات من أمواله، مستغلِّين هشاشته النفسية وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه.
وذكر المحقِّقون أنَّ "المخطَّط الإجرامي كان يرتكز على دور محوري للمرأة، التي حظيت خلال تنفيذ المخطَّط بالدعم الكامل والواعي من شركائها"، مؤكِّدين على أنَّ ما حدث شكَّل خطرًا حقيقيًا على حياة الضحية، الذي وُصِف بأنَّه شخص بالغ الهشاشة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق