وكان المواطن الأجنبي محتجزًا في سجن "بارما" على خلفية عدَّة أحكام قضائية صادرة بحقِّه، تتعلَّق بجرائم ضد الممتلكات، وجرائم ضدَّ الأشخاص، إضافة إلى مقاومة موظف عمومي وجرائم تتعلَّق بالمخدِّرات.
وبالتزامن مع الإفراج عنه صباح أمس، قامت عناصر من مقر شرطة بارما بنقله من السِّجن، وبعد استكمال جميع الإجراءات اللَّازمة لتنفيذ قرار الطَّرد، تم اقتياده إلى مركز الاحتجاز الإداري (CPR) في "برينديزي" – "ريستينكو"، تمهيدًا لترحيله خارج البلاد.
وفي سياق متصل، قال «ياكوبو روساتيلي»، عضو مجلس بلدية "تورينو"، في منشور نشره على حسابه الرسمي على فيسبوك، إنه زار بعد ظهر يوم أمس الخميس مركز احتجاز المهاجرين في "كورسو برونليسكي"، مؤكِّدًا على استمرار الجهود الرقابية التي تبذلها الإدارة البلدية منذ إعادة افتتاح المركز.
وأوضح «روساتيلي» أن المركز يضمُّ حاليًا 66 شخصًا من أصل 70 مقعدًا متاحًا، بينهم نحو أربعين شخصًا من المغرب و تونس، أي من دول يصعب أو يستحيل تنفيذ إجراءات الترحيل إليها. وأشار إلى أن بعض المحتجزين وصلوا إلى إيطاليا كقاصرين غير مصحوبين بذويهم، مضيفًا: “من الصعب جدًا تقبّل أن يقضي هؤلاء الشباب أيَّامهم خلف هذه الجدران.”
وتابع: “لقد تأثَّرتُ بشكل خاص بحالة أصغرهم، لم يتجاوز بعد 19 عامًا، عاش في محافظة فينيسيا، وكان يعمل، ويرتبط بعلاقات اجتماعية، ويحب كرة القدم، قبل أن تُقطع حياته بشكل مفاجئ وقاسٍ”. كما تحدث عن حالة أخرى لرجل يبلغ من العمر 60 عامًا، يعيش في مدينة كاربي منذ عام 1981 – وهو عام ولادتي، كما قال – جاء من يوغوسلافيا السابقة وعمل طوال حياته، ليجد نفسه اليوم خلف القضبان من دون أن يكون قد ارتكب أي جريمة.
وأضاف «روساتيلي» أن درجات الحرارة بدأت بالانخفاض، إلا أن المشاكل الهيكلية في المركز، مثل ضعف التهوية، لا تزال تتسبَّب في معاناة حقيقية.
وشدَّد على أهمية عدم التراخي في مراقبة الأوضاع داخل المركز، قائلًا: “طالما أن هذا المركز لم يُغلَق، فلن نتوقَّف عن زيارته والاطلاع على الواقع بأعيننا.”
وختم بالقول: “ما دام هناك مراكز احتجاز للمهاجرين في إيطاليا وفي أي مكان أخر، فلن نتوقَّف عن التنديد بهذا العار القانوني والإنساني، الذي أشعر حياله – كإيطالي وأوروبي – بخزي لا يوصف.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق