الإيطالية نيوز، 14 أغسطس 2025 – حذّر البروفيسور «فؤاد عودة»، الرئيس الفخري لجمعية "جالية العالم العربي في إيطاليا" (كوماي)، ورئيس "الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية" (أوميم)، ومدير وكالة الإعلام الدولية بلا حدود (إيسك نيوز)، من أن "مَن يقتلُ صحفيًا يقتلُ الحقيقة، ومن يترك طفلًا يموت جوعًا يقتلُ الإنسانية".
في أعنف صراع يشهده القرن، تحوّل قطاع غزة إلى أخطر مكان على وجه الأرض للعمل الصحفي؛ إذ قُتل منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 265 صحفيًا ومُصوِّرًا وعاملًا في الإعلام – معظمهم فلسطينيون – معظمهم قُتلوا رغم ارتداء سترات تحمل بوضوح شارة "ابريس"، أو أثناء وجودهم في منازلهم.
ضحايا قناة "الجزيرة"
في أحدث المآسي، فقدت قناة "الجزيرة" خمسة من أفراد طاقمها: «أنس الشريف» (مراسل)، «محمد قريقع» (مصور)، «إبراهيم زاهر» (مصور)، «مؤمن علوة»، و «محمد نوفل» (سائق)، أثناء تغطيتهم الميدانية في خيمة العمل، في مشهد يُصوِّر القسوة المطلقة للوضع القائم هناك.
حصيلة إنسانية كارثية
لا يقتصر الاستهداف على الإعلاميين؛ فقد قُتل أكثر من 1,280 من العاملين في الرعاية الصحية، بينهم أطباء وممرِّضون ومُسعِفون، إضافةً إلى أكثر من 62,000 قتيل بينهم 18,500 طفل. ويواجه نحو 1.9 مليون مدني خطر المجاعة وسوء التغذية، مع تسجيل 227 وفاة جوعًا في الأشهر الأخيرة – بينهم 103 أطفال – بزيادة بلغت %32 مقارنةً بالفترة السّابقة. كما يعاني ما يقارب 12,000 طفل لم تتجاوز اعمارهم العقد الخامس من سوء التغذية الحاد.
نداء عاجل إلى المجتمع الدولي
تؤكد "كوماي"، و "أوميم"، و "آيسك نيوز" على أنَّ ما يحدث في قطاع غزة ليس قضية تنطلق من أسس عقائدية، بل قضية سياسية محضة. وتدعو هذه المنظَّمات جميع القوى السياسية في إيطاليا وأوروبا إلى التوقُّف عن الانحياز، والتركيز على السلام والحوار وإنقاذ المدنيين. وتطالب بفتح المعابر فورًا ومن دون شروط، وضمان ممرات إنسانية آمنة ودائمة، وحماية الصحفيين والعاملين في الرعاية الصحية.
آلْتزام ثابت منذ 2008
منذ تأسيسها، تواصل "كوماي" وشركاؤها العمل من أجل الحقيقة، والتضامن، والسلام، ومكافحة جميع أشكال التمييز، ومتابعة الأزمات الإنسانية الدولية من دون تمييز. وترى أنَّ كل صحفي يُقتَل هو جزء من الحقيقة يُسلَب من العالم، وكل طفل يموت جوعًا هو جرح أخر في ضمير الإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق