ووفقًا لبيانات "سنام"، ارتفعت الطلبات الإيطالية على الغاز بنسبة %6 في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وهو معدَّل يقارب ضعف المتوسِّط الأوروبي. ويعود ذلك خصوصًا إلى الزيادة الكبيرة في الطلب على الغاز المسال، الذي بات يمثل %30 من الاستهلاك الإيطالي، مقابل نسبة أقل بـ %32 في عام 2024.
وبحسب تقديرات صحيفة "ميلانو فينانسا"، فإن %45 من الغاز المسال المستورَد بين يناير ويوليو جاء من الولايات المتحدة، فيما استحوذت كل من قطر والجزائر على %24 و %20 على التوالي. أما صحيفة "إلْ صولي 24 أوري" فأكَّدت على أنَّ الطلب الإيطالي على الغاز الأميركي تضاعف خلال النصف الأول من 2025 مقارنة بالعام السابق. وتشير أرقام "سنام" إلى أن إيطاليا استقبلت في هذه الفترة أكثر من 100 ناقلة غاز مسال، نصفها تقريبًا من الولايات المتحدة، بحجم إجمالي بلغ نحو 10 مليارات متر مكعَّب.
هذا الارتفاع الحاد في الواردات الأميركية يُعتبر نتيجة مباشرة للعقوبات المفروضة على موسكو وتراجع إمدادات الغاز الروسي. فقد أوضحت "سنام" في تقريرها أن انخفاض الواردات من روسيا «جرى تعويضه من خلال السحب من المخزونات وزيادة الإمدادات من الغاز المسال، خصوصًا من الولايات المتحدة، التي بلغت حصتها نحو %50 من إجمالي التدفُّقات».
كما ساهمت قدرات التخزين الإضافية والإنتاج المحلي في تخفيف الفجوة، إذ سمحت بيانات GIE-AGSI لعقود التخزين مثل منشأة "تارفيزيو" بزيادة الصادرات. غير أنَّ تزايد الاستهلاك المحلِّي جعل من الضروري الاعتماد بشكل أكبر على الغاز الأميركي لسد العجز الناجم عن الانفصال التدريجي عن الإمدادات الروسية.
وبذلك تؤكد الأرقام أنَّ المستفيد الأكبر من تداعيات الحرب في أوكرانيا، على حساب أوروبا، كانت الولايات المتحدة، التي أصبحت منذ يناير 2024 المورّد الرئيسي للغاز إلى القارة الأوروبية بفضل العقوبات المفروضة على موسكو وتراجع جدوى الاعتماد على إمداداتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق