الإيطالية نيوز، السبت 9 أغسطس 2025 – “ترك إدارة قطاع غزة للعرب ليست فرضية واقعية. إنَّها فخ”. هكذا يقول الكاتب والصحفي في صحيفة "الحياة"، الباحث في الأدب العربي، وأستاذ كرسي في الجامعة الكاثوليكية، البروفيسور «وائل فاروق» (51 عاما)، الذي كان يعتقد أنه قد رأى كل شيء. لكنه يدرك، بصفته لغويًا، حجم التضليل عندما يُستخدَم مصطلح «السيطرة» على غزة بدلًا من «الاحتلال»، وذلك لتجنُّب الاعتراف بعدم شرعية الأمر دوليًا.
بقلم: «فرانشيسكو باتّستيني»
ردود فعل العالم العربي على فكرة إدارة غزة باردة...
«لا أحد يتحدَّث عن الأمن أو الإدارة في قطاع غزة من دون حل سياسي، وهو الحل الذي لا يريده «نتنياهو». لهذا السَّبب، تبقى الدول العربية باردةً اتِّجاه الأمر. السؤال الجوهري: هل نحن متَّجهون نحو قيام دولة فلسطينية أو لا؟ لأنَّ جذور ما يحدث اليوم تعود حصرًا إلى فشل "اتِّفاقات أوسلو" في التسعينيات. من الذي أفشلها؟ مصر والسعودية عملتا دائمًا لصالح حل الدَّولتين. أمَّا «نتنياهو»، فلا. العرب الآن يطالبون بحل سياسي، لا أمني. قطاع غزة ليس مثل اليابان بعد هيروشيما، كما يريد البعض أن يُشبِّه. ما يجري أقرب إلى ما وصفه «غروسّمان» بِـ "إبادة جماعية". الفلسطينيون والإسرائيليون غارقون في دوامة الكراهية، وهذا لا يمكن تجاوزه إلَّا بانتخابات حقيقية، وهو ما لم يُحقِّقه اتِّفاق أوسلو».
يدور حديث عن لجنة عربية – فلسطينية تستبعد السلطة الفلسطينية وحماس...
"لنكن واضحين: حماس مسؤولة عن فشل " اتِّفاقات أوسلو" بقدر مسؤولية اليمين الإسرائيلي. لقد دمَّرت أي فرصة لقيادة فلسطينية معتدلة، وتلقَّت تمويلًا من إسرائيل، وماليًا من قطر. هي ليست شريكًا."
مصر وقطر على خطين متباينين. ما هو الدور الممكن؟
"قطر قريبة جدَّا من إسرائيل. أمَّا مصر فهي الشريك العربي الأكثر انخراطًا، حتّى وإن حاولت الجزيرة والإعلام الخليجي التقليل من شأن دورها. من دون السلام، لا يمكن لمصر أن تستمرَّ، فهي الحليف الفاعل الذي احترم اتفاقات السلام منذ توقيعها، حتَّى لو هاجمتها أطراف أخرى. المشكلة ليست في مصر بل في غياب الإرادة لدى «نتنياهو»."
وماذا عن دور «أبو مازن»؟
"القضية أن هذه السلطة وُلدت ميِّتة، لأنَّها نشأت وفقًا لاتفاقات أوسلو، بينما كان هناك رفض شعبي واسع لها. هذه السُّلطة ضعيفة، ولم تستطع توحيد الفلسطينيين."
الوضع في قطاع غزة...
"الكثير من العرب كانوا ضد حماس وضد من يُحوِّل الدِّين إلى سياسة. لكن من الصَّعب اليوم التحدُّث عن ذلك، بينما أطفال غزة يموتون جوعًا بالمئات. قبل 7 أكتوبر، كان يبدو ممكنًا بناء مستقبل للتعايش بين العرب المعتدلين وإسرائيل. أما الآن، فسنحتاج إلى مئة عام على الأقل لإعادة بناء الثقة. كيف سيكون مستقبل طفل فلسطيني رأى شقيقه يموت جوعًا؟».
هناك اقتراح بـ«تجميد» أسلحة حماس.
«هذه خدعة. طالما بقيت الأسلحة بيد حماس، فإنَّ الحديث عن التجميد ليس إلا وَهْمًا».
في النهاية، هل سيتحمَّل العالم العربي حقا مسؤولية الفلسطينيين؟
«من يجب أن يتحمَّل المسؤولية؟ شعب له حق في تقرير المصير، وليس من العدل أن تُفرَض عليه وصاية، كما فعلت ألمانيا مع النمسا أو سويسرا. الحل ليس في فرض الوصاية الدولية، بل في منح الشعب الفلسطيني الفرصة ليقرِّر مصيره بحُرٍّية عبر انتخابات حقيقية».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق