وأصبحت إسبانيا أول دولة من مجموعة "الكبار الخمسة" – التي تضم أيضاً إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة – تعلن رسمياً نيتها مقاطعة المسابقة إذا شاركت فيها إسرائيل. القرار جاء بعد موافقة مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE) على اقتراح مديرها خوسيه بابلو لوبيث، بأغلبية عشرة أصوات مقابل أربعة وامتناع عضو واحد. الهيئة كانت قد أثارت في وقت سابق نقاشا داخل الاتحاد الأوروبي للبث بشأن "الحاجة إلى حوار جاد وعميق" حول مشاركة إسرائيل، محذّرة من أن الحضور الإسرائيلي يطغى على الجانب الثقافي والفني للمسابقة ويحولها إلى ساحة جدل سياسي.
التحركات لم تقتصر على إسبانيا؛ ففي 9 سبتمبر الماضي، قالت هيئة "الإذاعة الوطنية الآيسلندية" (RÚV) إن انسحاب آيسلندا من المنافسة "ممكن" إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة، مشيرة إلى "مخاوف جدية" حيال سلوك هيئة البث الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية، وما وصفته بانتهاك لقواعد المسابقة.
سلوفينيا كانت قد سبقت آيسلندا بخطوة مماثلة، قبل أن تعلن إيرلندا في 12 سبتمبر أن موقفها الرسمي هو الامتناع عن المشاركة في حال قبول إسرائيل، مع التأكيد على أن القرار النهائي سيُتخذ بعد إعلان الاتحاد الأوروبي للبث موقفه.
أما في هولندا، فقد أصدرت هيئة البث العامة (AVROSTOS) بيانا أكدت فيه أن "المعاناة الإنسانية وقمع حرية الصحافة والتدخل السياسي تتعارض مع قيم الإعلام العام"، معتبرة أن مشاركة إسرائيل لم تعد مبررة في ظل ما يجري في غزة. الهيئة أشارت كذلك إلى "تدخل حكومي مثبت" خلال النسخة الأخيرة من المسابقة، ما حولها إلى "أداة سياسية".
وكانت النسخة الأخيرة من "يوروفيجن" التي أُقيمت بين 13 و17 مايو في مدينة بازل السويسرية، قد شهدت بالفعل ضغوطاً كبيرة لإقصاء إسرائيل، شملت احتجاجات واسعة وحملات توقيع قادتها إسبانيا وآيسلندا وسلوفينيا، غير أن تلك الجهود لم تسفر عن قرار إقصاء.
اتحاد البث الأوروبي أعلن أنه سيحسم قراره بشأن مشاركة إسرائيل في ديسمبر المقبل بعد سلسلة مشاورات، فيما تم تمديد المهل الزمنية الخاصة بتقديم الفنانين أو الانسحاب الطوعي بسبب الجدل الدائر. في المقابل، أكدت إسرائيل تمسكها بالمشاركة في يوروفيجن 2026 رغم الضغوط المتزايدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق