وأفاد البيان أنَّ مراسم الوداع ستبدأ بفتح بيت عزاء في قاعة Armani/Teatro بميلانو يومي السبت 6 والأحد 7 سبتمبر، فيما ستُقام الجنازة يوم الاثنين 8 بخصوصية تامة. كما أعلن عمدة ميلانو، «بيبّي صالا»، حِدادًا مدنيًا في المدينة.
قبل أيام قليلة، كان «أرماني» قد أجرى مقابلة مع الملحق الاقتصادي لصحيفة "فايننشال تايمز"، أكَّد خلالها على أنَّه لا يزال يشرف شخصيًا على كل تفاصيل عروض أزيائه، وأن أبرز نقاط ضعفه كانت «الرغبة في السيطرة على كل شيء». إلَّا أنَّه في يونيو الماضي، وللمرَّة الأولى، غاب عن تحيَّة الجمهور في ختام العرض، تاركًا المهمَّة لمساعده الأقرب «ليو ديل أوركو»، المسؤول عن الخط الرجالي وصديق دربه منذ عقود.
وكانت "دار أرماني" تستعد هذا الشهر للاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيسها (1975)، عبر معرض كبير في "بيناكوتيكا دي برير"ا في ميلانو. وقد سجلت المجموعة في عام 2024 إيرادات بلغت 2.3 مليار يورو.
اشتهر «أرماني» بأسلوبه الفريد الذي أعاد تعريف الأناقة: فقد منح البذلة الرجالية طابعًا أكثر سلاسة وراحة عبر السترة غير المبطنة، والتي تحولت من زي صارم إلى «جلد ثانٍ» يعكس الثقة والجاذبية. شهرته العالمية انطلقت بقوة عام 1980 بفضل فيلم American Gigolò الذي ارتدى بطله «ريتشارد» غير أزياءه، ليصبح أيقونة الرجل العصري.
كما أحدث ثورة في أزياء النساء، مقدّمًا البدلة النسائية ذات القصات الصارمة والملامح الأندروجينية، في تحدٍ للأدوار النمطية للجنسين. تميَّزت مجموعاته بألوان محايدة مثل الرمادي والبيج و"الغريج" (لون ابتكره بين الرمادي والبيج) إلى جانب الأزرق الليلي.
وُلد «أرماني» في "بياتشينسا" عام 1934، وانتقل إلى ميلانو مع أسرته عام 1949. درس الطب لفترة قصيرة قبل أن يبدأ مسيرته المهنية في متجر "لا ريناشينتي"، حيث عمل بائعًا ومصمِّم واجهات. لاحقًا، التحق بدار "نينو تشيريتّي" وصقل موهبته. في أوائل السبعينيات، وبمساعدة شريكه العاطفي والمهني «سيرجو غاليوتّي»، أسَّس دار "جورجو أرماني"، التي سرعان ما أصبحت علامة مرموقة عالميًا.
لم يقتصر نجاحه على الأزياء، بل امتدَّ ليشمل العطور، النظارات، الأثاث، الفنادق الفاخرة، كما دخل عالم السينما بتصاميم لأكثر من 200 فيلم، بينها Gli Intoccabili وThe Wolf of Wall Street وثلاثية Batman للمخرج «كريستوفر نولان».
كان أيضًا من أبرز وجوه الحياة الاجتماعية في ميلانو، وصاحب استثمارات رياضية بارزة أبرزها فريق كرة السلة "أوليمبيا ميلانو"، الذي أعاد إليه أمجاده محليًا وأوروبيًا.
منذ وفاة شريكه «غاليوتّي» عام 1985، أصبح «أرماني» المالك الوحيد للإمبراطورية التي بناها، وأكّٰد مرارًا على أنَّ شركته كانت «إمبراطوريته» التي لا يمكن لأحد أن يحلَّ محلَّه فيها. ومع ذلك، أنشأ عام 2016 مؤسَّسة «أرماني» لضمان استمرارية المجموعة، واضعًا ثقته في دائرته المقربة وعلى رأسهم «ليو ديل أوركو».
كان «أرماني» أكثر من مجرد مصمم أزياء: رمز عالمي للأناقة الإيطالية، وأيقونة ستظل حاضرة في الذاكرة الجماعية لعقود مقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق