الإيطالية نيوز، الجمعة 32 أكتوبر 2025 - الشَّهرين الماضيين، ازداد عدد الشباب الفارِّين من أوكرانيا لتجنُّب التجنيد الإجباري بشكل ملحوظ، بعد أن غيَّر الرئيس «فولوديمير زيلينسكي»، المطيع للاملاءات الغربية، قواعد الخروج للرِّجال غير المؤَهَّلين للخدمة العسكرية، والتي تبدأ في سن 25 في أواخر أغسطس.
وبالتفاصيل، ووفقًا لبيانات قدَّمها حرس الحدود البولندي لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، غادر ما يقرب من 100 ألف شاب أوكراني تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا بلادهم خلال الشَّهرين الماضيين بحثًا عن ملجأ في دول مجاورة أو دول مجاورة.
تُعدُّ ألمانيا وبولندا الدَّولتين اللَّتين تستضيفان أكبر عدد من اللَّاجئين الأوكرانيين داخل الاتحاد الأوروبي، ولكن نظرًا للهجرة الجماعية المسجَّلة في الأشهر الأخيرة، تدرس الدولتان تقييد سياسات الاستقبال الخاصة بهما. وقد أثارت الأحزاب الأكثر محافظة في كل من ألمانيا وبولندا المخاوف بشأن وجود هذا العدد الكبير من الشباب الأوكرانيين في المقام الأول.
في هذا الموضوع، قال «يورغن هاردت»، النائب البارز عن «حزب ميرز» المحافظ: "لا نرغب في أن يقضي الشباب الأوكرانيون أوقاتهم في ألمانيا بدلًا من الدِّفاع عن وطنهم"، مضيفًا أنَّ "أوكرانيا تتَّخذ قراراتها بنفسها، لكن التغيير الأخير في القانون أجبر الناس هناك على فتح باب الهجرة. هذا يجب علينا معالجته".
وبالمثل، صرَّح حزب الاتحاد البولندي اليميني في بيان له بأنَّ "بولندا لا يمكن أن تظلَّ ملاذًا لآلاف الرجال الذين يُفترض أن يدافعوا عن وطنهم، بينما تُثقِل كاهل دافعي الضرائب البولنديين بتكاليف فرارهم."
ووفقًا لبيانات حرس الحدود البولندي، عبر ما يقرب من 45,300 رجل أوكراني تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عامًا الحدود إلى بولندا منذ بداية عام 2025 وحتّى أغسطس، بينما ارتفع العدد في الشهرين الأخيرين (سبتمبر وأكتوبر) إلى 98,500، أي بمعدل 1,600 يوميًا. قبل تغيير القانون، لم يكن يُسمح للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا بمغادرة البلاد.
تستضيف ألمانيا نحو 1.2 مليون شخص فرُّوا من أوكرانيا عقب اندلاع الحرب عام 2022، بينما تستضيف بولندا مليون شخص: وهذا يمثِّل أكثر من نصف جميع الأوكرانيين المتمتِّعين بوضع الحماية في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لبيانات «يوروستات». مع ذلك، تكتسب قضية تكاليف الاستقبال والجدل حول المزايا الاجتماعية أهمِّية متزايدة، لا سيما بين الأحزاب اليمينية.
ووفقًا لبيانات وكالة التوظيف الألمانية، يتلقى نحو 490 ألف مواطن أوكراني في سن العمل إعانات بطالة طويلة الأجل في ألمانيا. وقد دعا «حزب البديل من أجل ألمانيا» (AfD)، الذي يشهد ارتفاعًا في استطلاعات الرأي، إلى تعليق المزايا الاجتماعية للأوكرانيين. علاوة على ذلك، يُعرف الحزب بمعارضته للمساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وتُعدُّ حكومة «ميرتس» نفسها، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو»، مشروع قانون من شأنه حرمان الأوكرانيين من هذه المزايا، في ظل الضغوط المتزايدة لخفض الإنفاق الاجتماعي.
لكن الرئيس البولندي «كارول ناوروكي» استخدم مؤخَّرًا حقَّ النقض ضدَّ قانون المساعدات المقدَّمة للأوكرانيين، بحُجَّة أنَّ أولئك الذين يعملون ويدفعون الضرائب في بولندا فقط هم من يحقُّ لهم الحصول على الفوائد.
إنَّ فرار الجنود الأوكرانيين أو الرَّاغبين في الالتحاق بالجيش في الخارج ليس ظاهرة جديدة: ففي عام 2023، كان «زيلينسكي» قد أَقرَّ قانونًا من شأنه تشديد العقوبات على العسكريين الذين يفرّون من الخدمة العسكرية أو يخالفون الأوامر أو ينتقدونها، ما أثار تمرُّدًا بين العديد من الجنود.
وعلاوة على ذلك، اتَّضح بالفعل أنَّ العديد من الرجال غير راغبين في القتال، ولهذا السَّبب، قامت السلطات بتجنيدهم قسرًا. إنَّ التغيير الواضح في وتيرة «زيلينسكي»، المتمثِّل في تخفيف قواعد مغادرة البلاد، كان يهدف في الواقع (وفشل) إلى السماح للشباب الأوكرانيين بالعودة من الخارج من دون خوف من منعهم من المغادرة.
ومن الأسباب الأخرى التي دفعت الحكومة إلى تغيير القواعد ثني الآباء عن إرسال أبنائهم إلى الخارج في سن 16 أو 17 عامًا، وهو اتِّجاه لاحظته السُّلطات. وقال الرئيس الأوكراني عند الإعلان عن تغيير القانون في الصيف: "إذا أردنا أن يبقى الأطفال في أوكرانيا، يتعيَّن علينا أوَّلًا التأكُّد من أنَّهم يكملون دراستهم هنا وألَّا يأخذهم آباؤهم"، مضيفًا أنه بخلاف ذلك فإنَّهم سيفقدون "صلتهم بأوكرانيا".
مع ذلك، لم يُحقق تغيير اللَّوائح النتائج المرجوَّة. بل على العكس، زاد من تدفُّق المهاجرين إلى الدول الأوروبية، مؤكِّدًا عاى أنَّ معظم الرجال الأوكرانيين لا يرغبون في الذهاب إلى الجبهة، وبالتالي يعارضون حربًا شاملةً ضدَّ روسيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق