مسيرة القائد مصدر إلهام لملايين الجزائريين: إنها تجسيد لقوة أمةٍ نجحت في التأهل إلى كأس العالم لكرة القدم 2026.
وبحسب «الفيفا»، قال القائد الجزائري في مارس الماضي: “فاتتني المشاركة في بطولتين لكأس العالم، لكنَّنا سنُحَرِّك الجبال من أجل التأهُّل إلى البطولة المقبلة.” وبعد سبعة أشهر، وَفَى بوعده، مسجِّلًا هدفًا وصانعًا أخر في المباراة الحاسمة التي ضمنت تأهُّل الجزائر إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وبعد الفوز بثلاثية نظيفة على الصومال في وهران، صرَّح «محرز» قائلًا: “سأبذل كل ما في وسعي لأمثل الجزائر بأفضل صورة ممكنة.”
«محرز» ليس غريبًا عن أجواء المونديال، فقد كان أحد أفراد آخر منتخب جزائري شارك في كأس العالم، حين تمكَّن “محاربو الصحراء” من جرّ منتخب ألمانيا –الذي تُوِّج لاحقًا باللَّقب– إلى الأشواط الإضافية في مباراة تاريخية ضمن ثمن نهائي مونديال البرازيل 2014.
في ذلك الوقت، كان «محرز» في بداية مسيرته الكروية، ومع ذلك شارك في المباراة الافتتاحية أمام بلجيكا، حين تقدّم المنتخب الجزائري في الشوط الأول بهدف «سفيان فيغولي»، قبل أن يعادل «مروان فيلايني» النتيجة في الدقيقة 70، ويسجل «دريس ميرتنز» هدف الفوز للمنتخب البلجيكي بعد عشر دقائق فقط.
منذ تلك اللَّحظة، انطلقت مسيرة «رياض محرز» نحو المجد الكروي. فمع نادي «ليستر سيتي»، لعب دورًا محوريًا في تحقيق الإنجاز التاريخي بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2015-2016، مسجلًا 17 هدفًا ومقدمًا 10 تمريرات حاسمة، ليتوج بجائزتي أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي من رابطة اللاعبين المحترفين وأفضل لاعب باختيار الجماهير، تحت قيادة المدرب الإيطالي «كلاوديو رانييري».
بعد ذلك، واصل كتابة فصول جديدة من النجاح مع «مانشستر سيتي»، حيث توّج بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق حلمه بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2022-2023، إلى جانب مجموعة من الألقاب المحلية والقارية الأخرى.
بسجل حافل بهذا القدر من الإنجازات، حمل «رياض محرز» على عاتقه مسؤولية إعادة المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام اثني عشر عامًا. وبصفته قائدًا للفريق، لم يقتصر دوره على القيادة الفنية داخل المستطيل الأخضر، بل امتد ليكون مصدر إلهام وتحفيز لزملائه، ساعيًا إلى تمثيل الجزائر بأفضل صورة ممكنة على الساحة العالمية.
مسيرة «محرز» الدولية تتجاوز بكثير مشاركته في مونديال 2014 وأرقامه المميزة التي تشمل 77 مساهمة مباشرة في الأهداف (33 هدفًا و43 تمريرة حاسمة) خلال 105 مباريات دولية. فقد كان أحد أبرز صانعي المجد في تتويج الجزائر بلقب كأس الأمم الإفريقية 2019، وهو اللقب الأول بعد 29 عامًا والثاني في تاريخ المنتخب الجزائري.
وفي تلك البطولة، تألق «محرز» بشكل لافت، واختير ضمن التشكيلة المثالية للبطولة، بعدما سجل ثلاثة أهداف حاسمة، من بينها الهدف التاريخي في الوقت القاتل أمام نيجيريا، الذي منح الجزائر بطاقة العبور إلى النهائي الذي تُوّجت فيه باللقب القاري الغالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق