الإعلام العربي في أوروبا وإيطاليا.. صوت الإنسانية الذي كسر جدار الصمت بشأن قطاع غزة - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

الإعلام العربي في أوروبا وإيطاليا.. صوت الإنسانية الذي كسر جدار الصمت بشأن  قطاع غزة

الإعلام العربي في أوروبا وإيطاليا.. صوت الإنسانية الذي كسر جدار الصمت بشأن قطاع غزة


الإيطالية نيوز، السبت 4 أكتوبر 2025 – في زمنٍ تتسارع فيه الأزمات وتتصاعد فيه أصوات التطرُّف والعنصرية في بعض أروقة السياسة الأوروبية، برز صوتٌ عربيٌ مختلف — هادئٌ في لغته، قويٌّ في تأثيره، وإنسانيٌّ في رسالته.


لقد نجح الإعلام العربي الناطق بالإيطالية والأجنبية خلال العامين الماضيين في أداء دور محوري، ليس فقط في نقل صورة الواقع الفلسطيني، بل في تغيير المزاج السياسي والإعلامي الأوروبي اتِّجاه القضية الفلسطينية، وبالأخص بين التيارات اليمينية المتطرِّفة التي كانت تنظر إلى الصراع من زاوية أحادية ومجتزأة.


هذا التحوُّل لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة عمل تراكمي ومنهجي قادته مؤسَّسات عربية وأوروبية مشتركة، أبرزها: "أمسي" (AMSI)، "أوميم" (UMEM)، "متحدون للوحدة" (Uniti per Unire)، و"إيسك نيوز" الدولية (AISC News). هذه المؤسَّسات أدركت مبكِّرًا أن المعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل في العقول والضمائر، وأن الإعلام القيمي والمهني هو السلاح الأكثر فاعلية في وجه الرواية الأحادية.


“أضواء على فلسطين”.. لحظة وعي جماعي

في الثاني من أكتوبر 2025، شهدت إيطاليا حدثًا استثنائيًا، حين شارك أكثر من 50 ألف عامل صحي من 230 مستشفى في مبادرة وطنية حملت عنوان “أضواء على فلسطين”.
كانت تلك الليلة بمثابة صرخة ضمير مدني ومهني، حيث أُضيئت المستشفيات في مختلف أنحاء البلاد تخليدًا لذكرى 1677 من العاملين الصحيين الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة خلال العامين الماضيين.

المشهد كان مؤثرًا إلى حد بعيد: في لومباردي، توسكانا، سردينيا، بوليا، وفي روما وتورينو وبولونيا، اصطف الأطباء والممرضون والقابلات والصيادلة وطلاب الطب أمام المستشفيات حاملين الشموع والأضواء، مردّدين رسالة واحدة: “الدفاع عن الصحة هو دفاع عن الإنسانية”.

لم يكن هذا الحدث مجرد وقفة رمزية، بل تعبير عن وعي جديد في المجتمع الإيطالي، حيث تلاشت الفوارق السياسية والعرقية والدينية أمام حقيقة واحدة: أن من يُقتل وهو يقدم العلاج، إنما يُقتل باسم الإنسانية كلها.


من التغطية إلى التأثير

لقد لعب الإعلام العربي باللغة الإيطالية دورًا حاسمًا في إيصال هذا الوعي إلى الرأي العام الأوروبي. من خلال التقارير اليومية، والمقابلات، والبيانات المشتركة، والتعاون مع الصحافة الإيطالية والدولية، نجح هذا الإعلام في تحويل النقاش من جدل سياسي إلى نقاش إنساني وحقوقي.

كان التركيز دائمًا على جوهر القضية: حماية الحياة، صون الكرامة، واحترام الاتفاقيات الدولية.

بفضل هذا الجهد المستمر، بدأت مواقف العديد من الأحزاب الأوروبية — بما في ذلك بعض التيارات اليمينية — تشهد تحوُّلًا ملحوظًا نحو مزيد من التعاطف مع المدنيين الفلسطينيين، واعترافًا ضمنيًا بأنَّ الحياد أمام المأساة ليس خيارًا أخلاقيًا.


رسالة تتجاوز الحدود

لقد أثبتت حملة “أضواء على فلسطين” أنَّ التضامن الإنساني لا يعرف لغة أو قومية.

أن يتحوَّل نظام الرعاية الصحية في بلدٍ أوروبيٍ متقدِّم كإيطاليا إلى منبرٍ للتضامن مع الضحايا في قطاع غزة، فهذا يعني أنَّ الضمير العالمي لا يزال حيًا.

وأن تتَّحد أصوات الإعلام العربي والإيطالي في الدفاع عن المبدأ نفسه، فهذا يعني أنَّ الإنسانية قادرة على الانتصار على السياسة عندما تجد من يعبّر عنها بصدقٍ ووضوح.

إن هذه الحملة لم تكن نهاية لجهد، بل بداية لمرحلة جديدة من العمل الإنساني والإعلامي المشترك.

فالإعلام العربي في أوروبا لم يعد مجرد ناقل للأخبار، بل أصبح فاعلًا في تشكيل الرأي العام، وصوتًا حضاريًا عربيًا داخل الفضاء الأوروبي، يُعيد تعريف معنى التواصل والتأثير، ويمنح قضايانا بعدًا عالميًا.

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا