وغادرت 45 سفينة إضافية ميناء "آرصوز "التركي في 2 أكتوبر، ما جعل هذا التجمع أكبر من الأسطول الذي توقَّف للتو. الأسطولان ليسا منظَّمين معًا، لكن الهدف موحَّد: تحدّي الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة والضغط على الحكومات لاتِّخاذ إجراءات ملموسة لوقف تصرُّفات نظام الاحتلال الصهيوني.
وقال «أندريا أوسالا» (Andrea Usala)، عضو «ألف مادلين إلى غزة»، لصحيفة «ليندبندنتي»: “نحن أحد عشر قاربًا انطلقوا من أوترانتو وكتانيا”، معبّراً عن «أقصى درجات التضامن مع «أسطول الصمود العالمي»: “نحن الموجة التالية التي تحاول كسر الحصار الإسرائيلي.” وأوضح أن «ألف مادلين إلى غزة» حركة شعبية تأسست في فرنسا وإلهامها كانت سفينة «مادلين» التابعة لـ "ائتلاف أسطول الحرية"، التي أُلقيَ عليها الحجز في المياه الدولية من قبل الجيش الإسرائيلي في 9 يونيو من هذا العام.
وأضاف: “على متن السفن دبلوماسيون وصحفيون وأعضاء من المجتمع المدني. الهدف هو الضغط السياسي: إيصال مساعدات إنسانية محدود، ومن الواضح أن الطنّات القليلة التي نحملها لن تغيّر الواقع، في ظل وجود آلاف الطنّات المحجوزة على معابر قطاع غزة. ما يمكن أن يغيّر هو الضغط السياسي على حكوماتنا لقطع التواطؤ مع إسرائيل، وأن تتَّخذ إجراءات كحظر تصديرٍ عسكري، أو فرض عقوبات، أو إنهاء الاتفاقيات التجارية. ولهذا سنواصل خرق الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.”
ويذكر «ميكيلي بورجا» (Michele Borgia)، المتحدث باسم «أسطول الحرية – إيطاليا »، في حديثه إلى «ل’إنديبندنت» أن هذه المهمة هي الرابعة لـ ائتلاف أسطول الحرية هذا العام. وقال: “«سفينة الضمير» تعرّضت لهجوم بطائرتين مُسيَّرتين في 2 مايو بينما كانت في المياه الدولية قبالة مالطا؛ وفي 9 يونيو جرى احتجاز «سفينة مادلين» وطاقمها من قبل الإسرائيليين. وفي نهاية يوليو تعرَّضت «سفينة حنظلة»، وهي أخرى من أسطول FFC، إلى المصير ذاته. والآن ننطلق من جديد بما يقرب من اثنتي عشرة سفينة، من بينها «السفينة الضمير».”
وتعدّ ائتلاف أسطول الحرية ائتلافًا دوليًا خارج الأحزاب منذ 2010 يعمل لكسر الحصار والحظر عن قطاع غزة، ويعتمد في نشاطه على دعم المجتمع المدني أكثر من الاعتماد على الحكومات التي غالبًا ما تُتَّهم بتواطؤ مع الجرائم الإسرائيلية. وانطلق نحو مئة شخص من «كتانيا» و «أوترانتو»، ومن المتوقَّع أن تنطلق في الأسابيع المقبلة سفينة طبِّية تابعة للائتلاف تحمل نحو مئة طبيب وممرّض إلى قطاع غزة.
وأضاف «بورجا»: «توجد سبب لانطلاقنا من إقليم "بوليا": “هو أوَّل إقليم قطع العلاقات مع إسرائيل. الحكومة المركزية لا تفعل ما يجب؛ بل على العكس، لم تقطع جسورها مع إسرائيل وتستمر في التواطؤ عبر بيع ونقل الأسلحة وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري. نحن ننطلق من القاعدة وندفع الجهات المحلية — البلديات والمحافظات والأقاليم — إلى اتِّخاذ مواقف وقطع كل الجسور مع إسرائيل، ووقف كل أشكال التعاون العسكري والتجاري وحتّى الأكاديمي. بذلك نضغط أيضًا على الحكومة المركزية لتفعل ما ينبغي لو أنَّها استمعت لمئات الآلاف الذين نزلوا إلى الساحات في إيطاليا أثناء الإضراب من أجل قطاع غزة وساكنته في 22 سبتمبر.”
ويُذَكِّر المتحدّث أيضًا بحادثة 31 مايو 2010، حين انطلقت آخر مهمة «جماعية» قبل «أسطول الصمود»: ست سفن غادرت من سواحل قبرص إلى قطاع غزة حاملة أكثر من 600 شخص، بينهم عشرات من البرلمانيين والسياسيين، في محاولة لكسر الحصار وتسليم مساعدات للسكان. اعترضت البحرية الإسرائيلية الأسطول وهاجمته في المياه الدولية قبالة غزة، وانتهت العملية بمواجهات على متن السفينة الرئيسية التركية «Mavi Marmara»، حيث حاول أفراد الطاقم الدفاع بوسائل بدائية. وأسفرت العملية عن مقتل تسعة ناشطين على يد الجنود الإسرائيليين، ومقتل عاشر بعد أيام، وإصابة نحو 60 شخصًا آخرين.
وختم «بورجا» بالقول: “يجب أن يبقى التركيز على الأسطول عاليا، لكن من دون أن نغفل أن كل الأنظار يجب أن تظل مسلَّطة على قطاع غزة. القضية هي غزة: إيقاف الإبادة وكسر الحصار، لا التركيز على "أسطول الحرية" بحد ذاتها.” وأضاف: “دفاعنا عن غزة والفلسطينيين دفاع عنّا جميعًا. لأنّ فلسطين تُشكّل مختبرًا لأشكال القمع الأكثر تطوُّرًا، ليس فقط عسكريًا بل باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي؛ وإن قُضي على فلسطين فستُقضى على بقية النضالات في العالم. ولهذا علينا أن نتمرَّد إلى جانب الشعب الفلسطيني.”
