إيطاليا: طائرة أمريكية محمّلة بقنابل نووية تحط في مطار «بريشا» - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

إيطاليا: طائرة أمريكية محمّلة بقنابل نووية تحط في مطار «بريشا»

إيطاليا: طائرة أمريكية محمّلة بقنابل نووية تحط في مطار «بريشا»

الإيطالية نيوز، السبت 8 نوفمبر 2025 – هبطت خلال الأيام الماضية طائرة النقل العسكرية الأمريكية "غلوبماستر III" في القاعدة الجوية «غيدي» (Ghedi) بمقاطعة بريشيا (إقليم لومبارديا، شمال إيطاليا). وتُعدُّ هذه الطائرة، التي يبلغ طولها 54 مترًا وباع جناحيها 50 مترًا، من أكبر طائرات الشَّحن في العالم، وتنتمي إلى السِّرب الأمريكي الوحيد الحاصل على ترخيص بنقل الأسلحة النووية.


وبحسب المعلومات المتداولة، توقَّفت الطائرة أوَّلًا في ألمانيا، قبل أن تصل يوم الثلاثاء 4 نوفمبر من قاعدة «فولكل» في هولندا، لتغادر في اليوم التالي متَّجهةً إلى قاعدة «إنجرليك» في تركيا، وهي إحدى أهم القواعد التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).


وتأتي هذه التحرُّكات لتؤكِّد على استمرار إيطاليا في تقديم الدَّعم اللوجستي في ظل تصاعد التوتُّرات الجيوسياسية العالمية. وتشير تقارير عدَّة إلى أن قواعد «غيدي» و «إنجرليك»و «فولكل» تُعد من المواقع التي تستضيف قنابل نووية أمريكية ضمن برنامج "المشاركة النووية" التابع لحلف «الناتو».


ووفقًا لتقديرات متداولة، يُعتقَد أن قاعدة «غيدي» تحتضن نحو 20 رأسًا نوويًا أمريكيًا، ما جعلها مرارًا موضع انتقادات وتحرُّكات احتجاجية من قبل لجان محلية مناهضة للأسلحة النووية.


طائرة الشحن الأمريكية الضخمة “غلوبماستر III” (C-17)، التابعة للجناح الجوي الثاني والستين (62nd Airlift Wing)، تُعدُّ الوسيلة الأمريكية الوحيدة المخوَّلة بنقل الأسلحة النوويةانطلقت الطائرة في 2 أكتوبر الماضي من القاعدة المشتركة «لويس–ماكشورد» الواقعة على بُعد نحو 15 كيلومترًا جنوب غربي «تاكوما» في ولاية «واشنطن». ووصلت يوم الثلاثاء إلى قاعدة «رامشتاين» الأمريكية في ألمانيا، قبل أن تبدأ جولة في عدد من القواعد الأمريكية حول العالم.


في اليوم نفسه، حَطَّت الطائرة في مدينة «أودن» الهولندية، حيث تقع القاعدة الجوية «فولكل»، وتوقَّفت هناك لبضع ساعات، ثم تابعت رحلتها إلى «غيدي» في إيطاليا، حيث مكثت أكثر من 20 ساعة، قبل أن تغادر متَّجهةً إلى تركيا.


وتوجد الطائرة حاليًا في قاعدة «ليكنهيث»الجوية الأمريكية في المملكة المتحدة، بينما لم تُكشَف بعد الوجهات التالية المُدرَجة في مسار رحلتها.


جميع القواعد الجوية التي زارتها الطائرة تُعدّ أو يُعتقد أنها جزء من برنامج المشاركة النووية التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والذي تُخزَّن بموجبه أسلحة نووية أمريكية في أراضٍ أوروبية.

تُعد قاعدة «رامشتاين» في ألمانيا من أهم القواعد الأمريكية في أوروبا، إذ تستضيف «القيادة الجوية الأمريكية في أوروبا» (USAFE) و «القيادة الجوية المشتركة لحلف الناتو» (NATO Allied Air Command). كما كانت القاعدة تُخزّن أسلحة نووية أمريكية حتى عام 2005، بحسب تقرير نشره «مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية» (NRDC) هو منظمة بيئية غير حكومية مقرها في الولايات المتحدة


أمَّا قاعدة «ليكنهيث» في المملكة المتحدة، فكانت بدورها تؤوي ترسانة نووية أمريكية، وشهدت في الماضي حادثين خطيرين وقعا عامي 1956 و1961، تسبَّبا في أضرار غير مباشرة لتلك الترسانة، قبل أن تُسحب الأسلحة النووية منها عام 2007.


وبالنسبة إلى القواعد الجوية في «فولكل» (هولندا) و«إنجرليك» (تركيا) و«غيدي» (إيطاليا)، فلا توجد تأكيدات رسمية حول ما إذا كانت تستضيف أو استضافت أسلحة نووية أمريكية، غير أن عددًا من المحلِّلين يدعمون هذه الفرضية. ويُعد من أبرز المراجع في هذا الشأن تقرير الباحث «هانز كريستنسن» الصادر عن «مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية» (NRDC) عام 2005، والذي يُستند إليه كثيرًا في الدراسات المتعلِّقة بتوزيع الأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا.


وبحسب محلِّلين، يُعتقد أن قاعدة «غيدي» الإيطالية تستضيف نحو 20 قنبلة نووية من طرازات B61-3 وB61-4 وB61-7 القابلة للإسقاط الحر، بعدما كانت تضمُّ في الماضي نحو 40 قنبلة. وتشير تقديرات الباحث «هانز كريستنسن»إلى أن القاعدة قادرة نظريًا على استيعاب ما يصل إلى 44 رأسًا نوويًا.


ويقول «كريستنسن» إنَّ هذه الأسلحة وصلت إلى غيدي من داخل إيطاليا نفسها، وتحديدًا من مدينة «ريمني»، التي كانت خلال فترة الحرب الباردة مقرًّا لتخزين الأسلحة النووية الأمريكية. ومع انتهاء الحرب وتراجع الحضور النووي الأمريكي في أوروبا، يُعتقد أن «واشنطن» نقلت الترسانة من «ريمني» إلى «غيدي» بدلًا من سحبها بالكامل من الأراضي الإيطالية.


تُعدّ قاعدة «غيدي» أيضًا مقرََّا للجناح السادس للقوات الجوية الإيطالية، وتستضيف مقاتلات «F-35A لايتنينغ II» وطائرات «تورنايدو» متعدِّدة المهام.

وقد أثارت القاعدة مرارًا احتجاجات ومطالبات محلية بوقف الأنشطة النووية على أراضيها. وفي هذا السياق، أصدر الحراك السلمي في «بريشيا» يوم أمس بيانًا دعا فيه إلى مزيد من الشفافية والإيضاح بشأن توقُّف طائرة الشحن الأمريكية «العملاقة» في «غيدي»، والدور الذي يُعتقد أن القاعدة تؤدِّيه في تخزين الأسلحة النووية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا