وأشار التقرير إلى أنه لا يشمل الانتهاكات التي وقعت بين يومي 23 و24 نوفمبر، نظرًا إلى أنَّه نُشر يوم السبت.
وتواصل إسرائيل إلقاء اللَّوم في هجماتها على ما تقول إنَّها خروقات من جانب حركة حماس، والتي تتَّهمها بمهاجمة جنودها داخل القطاع أو بتجاوز ما يُعرَف بـ"الخط الأصفر"، وهي خطّ الترسيم الذي يُفترَض أن يبقى خلفه الجنود الإسرائيليون. في المقابل، نفت حركة حماس وقوع أي من هذه الانتهاكات.
ويستند المكتب في أرقامه إلى توثيقات يومية صادرة عن المستشفيات والصحفيين وهيئة الدفاع المدني في قطاع غزة، إضافة إلى شهادات مدنيين ومنظَّمات إنسانية ومكاتب للرصد وبرامج إغاثة تعمل داخل القطاع. ومن خلال تقريره الصادر يوم السبت، يوثّق المكتب 497 خرقًا يُعتقَد أنَّ إسرائيل ارتكبتها خلال الشهر ونصف الماضيين من الهدنة، مصنِّفًا إيّاها وفقًا للفئات التالية:
-
142 حالة قال المكتب إن الجنود الإسرائيليين أطلقوا فيها النار «مباشرة» على مدنيين فلسطينيين.
-
في 21 حالة، يُعتقد أن الآليات العسكرية الإسرائيلية قد تجاوزت الخط الأصفر."
-
100 هجوم استهدف منازل ومنشآت مدنية.
-
228 عملية قصف جوي أو بري، باستخدام المدفعية أو الدبابات.
وبين هذه 497 انتهاكًا، وقع 27 منها في يوم السبت وحده، حيث قُتل — وفق المكتب — 24 فلسطينيًا بينهم عدد من الأطفال، وأُصيب 87 أخرون.
وفي بيانه، أدان المكتب «بشدّة الانتهاكات التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها ضدَّ المدنيين والبنى التحتية المدنية، في انتهاك صارخ لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية»، وطالب الرئيس «ترامب» والدول الوسيطة وضامني الاتفاق ومجلس الأمن الدولي بـ«اتخاذ إجراءات جادة وفعَّالة لوقف هذه الهجمات، وإنهاء الحصار القائم، وضمان احترام وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني».
وتواصلت الهجمات يوم الأحد واليوم أيضًا. فقد أعلنت المستشفيات أمس أنها استقبلت 23 جثمانًا لفلسطينيين، بينهم اثنان انتُشِلا من تحت الأنقاض؛ وانضمَّ إليهم اليوم ثمانية جثامين أخرى عُثر عليها في «مخيم المغازي» بمحافظة «دير البلح»، ليرتفع بذلك عدد الجثث التي جرى العثور عليها تحت الركام إلى 582 جثة.
كما سُجِّلت اليوم حوادث عنف في مختلف أنحاء قطاع غزة. ففي محافظة شمال غزة، يُعتقد أنَ إسرائيل شَنَّت غارات جوية وأطلقت قذائف مدفعية عبر الخط الأصفر في مدينة «بيت لاهيا»، في حين أصيب مدنيان في «جباليا» جراء إطلاق نار مباشر.
وفي مدينة «غزة»، تشير التقارير إلى أنَّ قوات الدفاع الإسرائيلية قتلت فلسطينيًا قرب «حي التفّاح» شرقي المدينة، كما شوهدت طائرات مُسيَّرة تُحلِّق في المناطق الشرقية للعاصمة.
وظهرت طائرات مسيّرة أيضًا في محافظة «خان يونس»، بمدينة «بني سهيلة» شرقًا، حيث أفادت التقارير بمقتل فلسطيني هناك. كما سُجّلت قذائف مدفعية شرق «خان يونس» أدَّت — بحسب المصادر — إلى مقتل شخص أخر، بينما لم تُسجَّل إصابات جرّاء قذائف الهاون التي سقطت جنوب المحافظة.
أما في محافظة «رفح»، أقصى جنوب القطاع، فقد رُصدت هجمات في الجهة الشمالية الشرقية، حيث يُعتقد أن إسرائيل استخدمت مروحيات ودبَّابات في المنطقة.
وتضاف إلى الهجمات الأوضاع الإنسانية التي لا تزال حرجة رغم وقف إطلاق النار. فقد أطلقت وكالات الأمم المتحدة المختلفة، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، عدة نداءات خلال عطلة نهاية الأسبوع، مؤكدةً على ضرورة إعادة تشغيل النظام التعليمي لمواجهة الأزمة التعليمية المتفاقمة.
كما شدَّدت تلك الوكالات على أنَّه، رغم مرور أكثر من 40 يومًا على وقف إطلاق النار، فإنَّ الوصول الآمن إلى مياه الشرب لا يزال بعيدًا عن التحقُّق، مشيرةً إلى أنَّ السكّان لا زالوا يعانون من نقص الغذاء.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق