وكان التعادل، أو الأسوأ الهزيمة، سيعقد موقف النادي الإيطالي في البطولة القارية التي يسعى على الأقل إلى اجتياز مرحلتها الحالية بصيغتها الجديدة “دوري واحد”. ومع تبقِّي ثلاث جولات، يحتفظ «يوفنتوس» بفرص معقولة لبلوغ مرحلة خروج المغلوب عبر بوَّابة المُلحق.
ويعود الفضل الأكبر في الفوز إلى المهاجم التركي الشاب «كنان يلديز» (20 عامًا)، الذي دخل في الشوط الثاني وقلب مجريات المباراة بمجموعة من اللَّمسات الحاسمة. كما سجل المهاجمان «لويس أوبندا» و «جوناثان ديفيد»—القادمان حديثًا في الصيف—أوَّل أهدافهما في البطولة، بعدما كان «أوبندا» بلا أهداف و «ديفيد» قد سجل هدفًا واحدًا فقط في الدوري الإيطالي عند انطلاقته في أغسطس. وكان اللّاعبان قد أحرزا في الموسم الماضي 13 و25 هدفًا على التوالي في ألمانيا وفرنسا.
ووصل «أوبندا» و «ديفيد» إلى «تورينو» وسط توقُّعات مرتفعة لحمل جزء كبير من العبء الهجومي الذي كان يشغله «دوسان فلاهوفيتش» في المواسم الأخيرة. ورغم الحديث المكثَّف في الصيف عن احتمال رحيل «فلاهوفيتش»، فقد بقي في الفريق، وإن بشكل أقل بروزًا، ولا يزال مع «يلديز» الأكثر تسجيلًا في الموسم رغم قلَّة الأهداف. وكان يُنتظر من الثنائي الجديد تسجيل نحو 20 هدفًا لكل منهما، كما اعتادا، لكن البداية جاءت مخيِّبة لتضاف إلى مشاكل الفريق الهجومية.
ودخل «يوفنتوس» دوري الأبطال كما دخل الدوري الإيطالي: بداية سلبية ولكن ليست كارثية، أبقته ضمن سباق تحقيق أهدافه. فبعد 12 جولة في “السيري أ”، يحتل المركز الذي يبعده سبع نقاط عن الصدارة وأربع نقاط عن المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال الموسم المقبل.
أمّا في البطولة القارية، فكانت بدايته بثلاثة تعادلات (4-4 أمام «بوروسيا دورتموند»، 2-2 أمام «فياريال»، و1-1 أمام «سبورتينغ») وهزيمة 1-0 أمام «ريال مدريد». ووقعت إقالة المدرب السابق، الكرواتي «إيغور تودور» (47 عامًا)، بعد سلسلة من خمسة تعادلات وثلاث هزائم. ومنذ تولِّي «لوتشانو سباليتّي» المسؤولية قبل أقل من شهر، تحسُّن الأداء قليلًا، ولم يخسر الفريق معه حتَّى الآن، لكنَّه تعادل ثلاث مرات أخرى.
ورغم التحسُّن النسبي، يبقى تأثير «سباليتّي» محدودًا حتّى الآن؛ فقد تحسن الإنتاج الهجومي قليلًا وبدا الفريق أكثر تنظيمًا في بعض المباريات، لكنَّه لا يزال يجد صعوبة في فرض نفسه، حتّى أمام خصوم أقلَّ قوة. وتمثَّلت أبرز التغييرات التكتيكية في تحويل لاعب الوسط الهولندي «تون كوبماينرز»—المنضم صيف 2024 وسط توقُّعات كبيرة—إلى مركز دفاعي بعد أن خيّب الآمال في مركزه الأصلي.
ومن ملامح “العهد الجديد” محاولة إحياء دور بعض اللاعبين، مثل لاعب الوسط الشاب «فابيو ميرِتي» (22 عامًا)، الذي شارك أساسيًا لأول مرة هذا الموسم أمام «بودو/غليمت» بعد تعافيه من إصابة، وبعد أن كان قريبًا من مغادرة النادي.
وعلى الرغم من الأهداف، قدم «أوبندا» و«ديفيد»—الذي دخل بديلًا له قبل 25 دقيقة من النهاية—مباراة عادية، إذ يُعزى الفضل الأكبر في هدفيهما إلى «يلديز». فبينما لعب أوبندا شوطًا أول ضعيفًا قبل أن يتحسَّن في الثاني، دخل ديفيد وسجّل ما كان متوقَّعًا منه: هدفًا. وقد يكون تسجيلهما صدفة عابرة، لكن كثيرًا ما يستعيد المهاجمون ثقتهم بعد “تحطيم الصيام” عن التسجيل.
وبعد خمس مباريات من أصل ثمانٍ في النظام الجديد لدوري الأبطال، يقف «يوفنتوس» ضمن الفرق المرشحة لخوض الملحق، برصيد ست نقاط وثلاث مباريات متبقِّية: مباراتان على أرضه أمام «بافوس» و«بنفيكا»، وأخرى خارج الديار أمام «موناكو». وجميع هذه الفرق تمتلك نقاطًا أقل من «يوفنتوس». وفي الموسم الماضي، وهو الأوَّل بالنظام الجديد، تأهَّل آخر فريق إلى الملحق بـ11 نقطة. ويبدو أن فوزين إضافيين قد يكونان كافيين لبلوغ الملحق، مع أنَّ التأهل المباشر لدور الـ16 حكر على أول ثمانية فرق فقط من أصل 36، ما يجعل مرور «يوفنتوس» عبر الملحق شبه مؤكَّد، حتّى لو حقَّق العلامة الكاملة فيما تبقَّى من مباريات.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق