الإيطالية نيوز، الأحد 7 ديسمبر 2025 – أوقفت السلطات في بنين ثلاثة عشر جنديا منتمين إلى ما يُعرف بـ«اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس» عقب محاولة انقلاب فاشلة. وكان أفراد المجموعة قد أعلنوا قبل ساعات، عبر التلفزيون الرسمي، عزل الرئيس «باتريس تالون»، الذي يتولى السلطة منذ عام 2016، وتنصيب العقيد «باسكال تيغري» رئيسا للجنة العسكرية، إضافة إلى وإغلاق الحدود، وتعليق نشاط جميع الأحزاب السياسية.
لا تزال السلطات تحاول حتى الآن إعادة بناء تسلسل الأحداث. ووفق شهادات جمعتها وكالتا «رويترز» و «بي بي سي»، سُمع إطلاق نار صباحا في عدة أحياء من مدينة «كوتونو»، كبرى مدن بنين ومقرّ مؤسساتها الحكومية، بما في ذلك الحي الذي تقع فيه الإقامة الرسمية للرئيس (فيما تُعد «بورتو نوفو» العاصمة الرسمية). كما أفاد صحفيون من وكالة «فرانس برس» في الموقع بأن العسكريين أغلقوا مداخل إقامة الرئيس «تالون» ومبنى التلفزيون الوطني، واحتجزوا عددا من الموظفين.
وبحسب ما أعلنه وزير الخارجية «أولوشيغون أجادجي باكاري» بعد الظهر، فقد تمكن العسكريون من السيطرة المؤقتة فقط على مبنى التلفزيون العام. وكان بث القناة قد انقطع عقب بيانهم، قبل أن يُعاد تشغيله لاحقا.
وفي توقيت لاحق من اليوم نفسه، قال متحدث باسم الحكومة إن السلطات اعتقلت 14 شخصا يُشتبه بتورطهم في محاولة الانقلاب، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. كما نقل أحد مساعدي الرئيس لوكالة «فرانس برس» أن «تالون» في وضع جيد، لكن مكان وجوده لا يزال غير معروف. وبدورهم، نفى دبلوماسيون فرنسيون صحة الأنباء التي تحدثت عن لجوئه إلى السفارة الفرنسية في «كوتونو».
يُعدّ «بنين»، وهي مستعمرة فرنسية سابقة يبلغ عدد سكانها 14.5 مليون نسمة، من الدول التي عُرفت طويلا باستقرارها النسبي. غير أن الأوضاع تدهورت في عهد الرئيس «باتريس تالون»، الذي انتُخب عام 2016 وأعيد انتخابه في 2021.
ويبلغ «تالون» 67 عاما، وهو رجل أعمال بارز يعمل أساسا في قطاع إنتاج القطن، وقد وُجهت إليه خلال السنوات الماضية اتهامات بقمع المعارضة والحدّ من الحريات المدنية. وتنتهي ولايته الحالية في عام 2026، ولا يحق له نظريا الترشح لولاية جديدة.

