ودخل «نوريس» سباق أبوظبي متصدرا ترتيب السائقين بفارق 12 نقطة عن «فيرستابن» و16 نقطة عن «بياستري»، ما جعل المركز الثالث — الذي يمنح صاحبه 15 نقطة — كافيا لضمان اللقب، بغض النظر عن نتائج منافسيه. وقد استفاد أيضا من تفوق سيارة «مكلارين» التي فازت هذا الموسم، وللمرة الثانية على التوالي وبفارق مريح، ببطولة الصانعين.
ورغم تتويجه باللقب، لم يكن «نوريس» المرشح الأبرز طوال الموسم. فعلى الرغم من ثباته في الأداء وبقائه ضمن دائرة المنافسة، فإن بعض أخطائه الفردية، إضافة إلى سوء الحظ في مناسبات عدة، أبعداه لشهور عن صدارة الترتيب لصالح بياستري. ولم يستعد «نوريس» الصدارة إلا في أواخر أكتوبر، قبل أن تؤدي أخطاء استراتيجية من فريق «مكلارين» — إلى جانب قرار الفريق بالسماح بنزاهة المنافسة بين سائقيه، ما كلّفهما نقاطا مهمة — إلى تمكين «فيرستابن» من الاقتراب بقوة والبقاء ضمن سباق اللقب حتى الجولة الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن «فيرستابن» أكثر خبرة بكثير، إذ كان قد فاز بآخر أربعة ألقاب عالمية متتالية.
أما سباق أبوظبي نفسه فلم يكن سهلاً على «نوريس»؛ إذ انطلق من المركز الثاني لكنه فقده سريعاً لصالح «بياستري»، ليجد نفسه مضطرا للدفاع بشدة عن المركز الثالث الذي كان حاسما في تتويجه. وبعد التوقف الأول في منطقة الصيانة عاد «نوريس» إلى الحلبة في مركز متأخر وسط ما يُعرف بـ«الازدحام»، محاطا بعدد من السيارات المنافسة. ومع ذلك، تمكن بفضل سلسلة من المناورات المتقنة من استعادة المركز الثالث والمحافظة عليه حتى خط النهاية، مثبتاً قدرته على تحمل الضغط، ومُسكتاً الانتقادات التي وصفته خلال الموسم بـ«بلاندو نوريس» بسبب ما اعتُبر ضعفاً في المواقف الصعبة.
ويُعد هذا أول لقب عالمي لفريق «مكلارين» منذ عام 2008، حين تُوِّج «لويس هاميلتون» — أحد أبرز السائقين في تاريخ البطولة — بطلاً للعالم. وشارك «هاميلتون» هذا الموسم مع فريق «فيراري»، لكنه قدّم أداءً مخيباً للآمال.
