وأكَّدت وزارة الداخلية الجنوب إفريقية أنَّ المواطنين الكينيين السَّبعة كانوا يعملون ضمن البرنامج الأميركي المعني بإعادة توطين «الأفريكانرز»، وهم من الجنوب إفريقيين البيض ذوي الأصول الهولندية أو الفرنسية أو الألمانية أو الإسكندنافية. وكان الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» قد صرَّح بأن هؤلاء يتعرضون للاضطهاد في جنوب أفريقيا، وهي اتِّهامات تنفيها حكومة «بريتوريا» بشدَّة.
وتتَّهم السُّلطات الجنوب إفريقية «واشنطن» بعدم منح تصاريح عمل لهؤلاء الكينيين، الذين كانت مهمَّتهم معالجة طلبات لجوء مقدَّمة من جنوب إفريقيين. وجاء في بيان رسمي: «تشير تقارير أجهزة الاستخبارات إلى أنَّ عددًا من المواطنين الكينيين دخلوا مؤخَّرًا إلى دولة جنوب إفريقيا بتأشيرات سياحية، ثم باشروا بطريقة غير قانونية العمل في مركز يتولَّى معالجة طلبات ما يُسمّى بـ“اللّاجئين” المتَّجهين إلى الولايات المتحدة».
ووصفت «بريتوريا» هذه الممارسات بأنَّها «انتهاك صارخ» لشروط الدخول إلى البلاد، موضِّحةً أن المعنيين أُوقِفوا خلال مداهمة نُفِّذت الثلاثاء 16 ديسمبر، وسيحدث ترحيلهم مع منعهم من دخول جنوب إفريقيا لمدَّة خمس سنوات.
من جهته، قال «تومي بيغوت»، نائب المتحدث الرئيسي باسم وزارة الخارجية الأميركية، إنَّ «واشنطن» «تطلب توضيحات فورية من الحكومة الجنوب إفريقية»، معرِبًا عن توقُّعه «تعاونًا» بين البلدين. وبحسب السفارة الأميركية في جنوب إفريقيا، تتولّى منظمة RSC Africa معالجة طلبات الجنوب إفريقيين البيض، وهي مركز دعم للاجئين مقرُّه في كينيا وتديره منظمة «خدمة الكنائس العالمية» (CWS).
مناخ دبلوماسي متدهور
تأتي هذه التطوُّرات في ظلِّ توتُّر متصاعد في العلاقات بين «بريتوريا» و «واشنطن» خلال الأشهر الأخيرة، ولا سيما بعد قرار الولايات المتحدة خفض قدرتها السنوية على استقبال اللاجئين إلى 7,500 شخص في عام 2025، مقارنة بنحو 100 ألف سنويًا خلال إدارة الرئيس السابق «جو بايدن». ومن المتوقَّع أن يُشكِّل الجنوب إفريقيون البيض نسبة كبيرة من المستفيدين من هذا البرنامج.
ومن أبرز محطات عام 2025، استقبال الرئيس الأميركي لنظيره الجنوب إفريقي في «البيت الأبيض» خلال مايو، حيث عرض عليه في خطوة لافتة مقطع فيديو قيل إنه يدعم الاتِّهامات الأميركية بتعرض المزارعين البيض في جنوب إفريقيا لما وصفه بـ«إبادة جماعية».
وفي 26 نوفمبر الماضي، أعلن «دونالد ترامب» عدم رغبته في توجيه دعوة لجنوب إفريقيا للمشاركة في قمَّة مجموعة العشرين، في تصعيد جديد للخلاف بين العاصمتين، بعدما كانت الولايات المتحدة قد قاطعت في الشهر السابق قمَّة المجموعة التي استضافتها جنوب إفريقيا.
ومع ذلك، تؤكد «بريتوريا» على أنَّها ليست مجرَّد عضو في مجموعة العشرين، بل من أعضائها المؤسِّسين، ما يعني أنَّ الولايات المتحدة لا تستطيع استبعادها من جانب واحد. إذ يتطلَّب أي قرار من هذا النوع إجماع الدول الأعضاء كافَّةً، وهو سيناريو يُعد غير مرجَّح في ظلِّ إعلان دول مثل ألمانيا والصين دعمها لجنوب إفريقيا.
