«فاير بوينت»… الشركة الأوكرانية الأكثر فتكًا وتطورًا في صناعة السلاح - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

«فاير بوينت»… الشركة الأوكرانية الأكثر فتكًا وتطورًا في صناعة السلاح

«فاير بوينت»… الشركة الأوكرانية الأكثر فتكًا وتطورًا في صناعة السلاح


الإيطالية نيوز، الإثنين 22 ديسمبر 2025 – في غضون سنوات قليلة،باتت شركة «فاير بوينت» الأوكرانية  إحدى أعمدة الصناعة العسكرية المحلية، عبر تطوير طائرات مُسيَّرة وصواريخ بعيدة المدى تُستخدَم في الحرب ضد روسيا.


تُعدُّ «فاير بوينت» شركة تكنولوجيا دفاعية أوكرانية تنتمي إلى موجة من الشركات التي نشأت من الصفر خلال السنوات الثلاث الماضية، بهدف تصميم وإنتاج أسلحة بعيدة المدى قادرة على ضرب العمق الروسي. وبين هذه الشركات، تُصنَّف «فاير بوينت» على أنها الأكثر نجاحًا وتأثيرًا.


تحمل الأسلحة التي تطوِّرها الشركة الرَّمز «FP» متبوعًا برقم تسلسلي، وقد وصل هذا الترميز إلى «FP-9». وتشير المعطيات إلى أنَّ الغالبية الساحقة من الضربات الأوكرانية التي تستهدف أهدافًا داخل الأراضي الروسية على مسافات تمتد لمئات الكيلومترات تُنفَّذ باستخدام طائرات «FP-1» المسيَّرة.


«لا تملكون أوراق القوة»… أو تملكونها؟

في فبراير، وخلال لقاء متوتِّر في البيت الأبيض، قال الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» لنظيره الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»: “لا تملك أوراق القوة. وكان يقصد، وفقًا لرؤيته، أنَّ أوكرانيا تفتقر إلى الموارد اللَّازمة لوقف الغزو الروسي، ولا تملك أدوات تفاوض فعَّالة مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».


ويُمثِّل هذا الموقف إحدى قناعات «ترامب» الأساسية بشأن الحرب، إذ يرى أنَّ أوكرانيا لا تستطيع هزيمة روسيا، وأنَّ الحل يكمن في دفعها إلى قبول تسوية توقُّف القتال، حتَّى لو جاءت بنودها في صالح «موسكو».


غير أن «إيرينا تيريخ» (Iryna Terekh)، البالغة من العمر 33 عامًا، مؤسِّسة «فاير بوينت» ورئيسة قسمها التقني، ترى العكس تمامًا. تقول إنَّ أوكرانيا تملك هذه «الأوراق»، وتشير إلى شركتها وغيرها من الشركات الناشئة التي أعادت رسم ملامح الصناعة العسكرية الأوكرانية.


نظام بيئي للحرب

أَجرت الصحيفة الإيطالية «إلْبوست» مقابلة مع «تيريخ» في موقع سرِّي، داخل قاعة اجتماعات في مكان يبدو وكأنَّه النَّموذج المثالي لشركة ناشئة: آلات قهوة، أوعية حلوى، مقاعد مريحة، ونموذج أوَّلي لطائرة مُسيَّرة معلَّق في السَّقف. وعلى الطاولة أمامها نسخة أوكرانية من سيرة «جيمس ماتيس»، وزير الدفاع الأميركي السابق، بينما تعرض شاشة حائطية صورًا حية من مصانع الإنتاج.


تقول «تيريخ»: “فاير بوينت إحدى أوراق القوة، إلى جانب شركات أوكرانية أخرى تقوم بأعمال استثنائية، وتُغيِّر منطق استخدام القوة وكيفية تحقيق أقصى فاعلية بموارد محدودة للغاية.


هذا الخطاب ينعكس في تفاصيل المكان: عبارات لاتينية على الأكياس الورقية تقول «quis nisi nos?» — «مَن غيرُنا؟»، وخلفية هاتفها تُظهر ورقة لعب: آص البستوني، يتوسَّطه طائر فلامنغو وصاروخ.


وتوضِّح «تيريخ» أنَّ الحكومة الأوكرانية خفَّضت العبء البيروقراطي إلى الحد الأدنى، ما سمح بولادة «نظام بيئي» من الشركات الناشئة القادرة على الاستجابة السريعة لاحتياجات الميدان. “كان ذلك نُقطة تحوُّل غيَّرت كل شيء، تقول.


لماذا لا تُصنَّع الأسلحة في أوروبا؟

تُنتَج الغالبية الساحقة من مكوِّنات أسلحة «فاير بوينت» داخل أوكرانيا، من دون الاعتماد على قطع أميركية أو صينية. والهدف هو تقليص الارتهان للقرارات السياسية الخارجية.


وعلى الرغم من إمكانية نقل خطوط الإنتاج إلى أوروبا هربًا من القصف الروسي، ترفض «تيريخ» الفكرة قائلةً: “ما هو أسوأ من الصواريخ الروسية؟ البيروقراطية الأوروبية. في «الاتحاد الأوروبي» قد يستغرق اعتماد طائرة مُسيَّرة خمس سنوات. في أوكرانيا، أسابيع.


الاستثناء الوحيد هو الدنمارك، التي أنشأت إطارًا قانونيًا خاصًّا سمح للشركة بالعمل هناك كما لو كانت داخل أوكرانيا.


«فلامنغو»: صاروخ برسالة سياسية

في أغسطس، كشفت «فاير بوينت» عن صاروخ كروز «FP-5 فلامنغو»، القادر على الوصول إلى موسكو، ويحمل رأسًا حربيًا يزيد وزنه على طن من المتفجرات — مقارنة بنحو 60 كيلوغرامًا فقط تحملها الطائرات المُسيَّرة.


وتشرح «تيريخ» أنَّ الجزء الأكثر كلفة في الصاروخ هو نظام التوجيه والدفع، لا المتفجِّرات، ما جعل زيادة الحمولة التدميرية خيارًا منطقيًا. وخلال الاختبارات، طُلي الصاروخ باللَّون الوردي لتسهيل العثور على أجزائه المتناثرة، ومن هنا جاء اسمه. “لا نحتاج إلى أسماء مخيفة. هناك شيء من السخرية في ذلك، تقول.


من الكروز إلى الباليستي

تُحلِّق صواريخ كروز على ارتفاع منخفض وتُغيِّر مسارها باستمرار لتفادي الدفاعات الجوية. أمَّا الصواريخ الباليستية، فترتفع خارج الغلاف الجوي قبل أن تهبط عموديًا، ما يجعل اعتراضها بالغ الصعوبة. وتؤكِّد «فاير بوينت» أنها تعمل على تطوير هذا النوع من الصواريخ، إلى جانب منظومات اعتراض محلية، ضمن مشروع يحمل اسم «فريا».


داخل المصانع السرّية

زيارة أحد المصانع الثلاثين التابعة للشركة منفصلة عن المقابلة التي أجرتها «إلبوست». من الخارج، لا يبدو المكان كمصنع أسلحة. أما في الداخل، فتعمل خطوط إنتاج تصنّع هياكل صواريخ وطائرات مسيَّرة بعيدة المدى، باستخدام مواد خفيفة ومنخفضة الكلفة، بينها «ألياف كربون» تُستخدم عادة في دراجات السباق.


ويقول أحد المصمِّمين إنَّ الطائرات تُعدَّل شبه لحظيًا استجابة لملاحظات الجنود. “قلَّصنا زمن التجميع إلى 18 دقيقة فقط، ويمكن إطلاقها من شاحنة بدلًا من مدارج سرِّية، لأنَ مشغّلي المُسيِّرات هدف مباشر للقصف الروسي.


وخلال التصوير، يراقب مسؤول أمني المصوِّر بعناية، لضمان عدم ظهور وجوه العاملين أو أي تفاصيل قد تكشف الموقع. حتى الجدران تُغطّى بأكياس سوداء لجعل الخلفية مجهولة — حيلة شائعة في البيئات السرّية.


«بوابة إلى المستقبل»

يصف مسؤولون غربيون أوكرانيا بأنها «مختبر» للأسلحة الحديثة. أمّا «تيريخ» ترفض الوصف، وتفضّل قول أحد القادة العسكريين الأوكرانيين إن البلاد “بوابة إلى المستقبل — مستقبل غير مشرق، لكنَّه عالي التقنية». وتختم قائلةً: «إذا لم تستعد له، فأنت فقط تؤجِّل موعد مواجهته.



إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا