هذه الزيادة غير المتوازنة تفضح جوانب القصور في مسار الطلَّاب الدوليين، بالأخص في القطاعات الحيوية مثل الرِّعاية الصحية. إذ لا تزال الحواجز البيروقراطية، وصعوبة التوجيه، وتعقيدات معادلة الشهادات، وغياب الخدمات متعدِّدة اللُّغات، تعرقل الاستفادة الكاملة من طاقات هؤلاء الشباب.
تغييرات في الالتحاق بكليات الطب: من إلغاء "العدد المغلق" إلى "الترشيح عبر التصفية الأكاديمية"
اعتبارًا من عام 2025، طرأ تغيير جذري على نظام القبول في كليات الطب وطب الأسنان والطب البيطري في إيطاليا، تخلَّله إلغاء اختبار القبول التقليدي القائم على أسئلة متعدِّدة الخيارات، واستبداله بثلاث اختبارات تحريرية تُقيِّم بدرجات من ثلاثين، إضافةً إلى ما يُسمَّى بـ"الفصل التمهيدي"، والذي يُعتبر مرحلة تصفية تسمح للطالب بمحاولة اجتياز المواد الأساسية حتَّى ثلاث مرات.
لكن رغم إلغاء نظام "العدد المغلق"، فإنَّ القبول في كليات الطب لن يصبح تلقائيًا أو مُيَسَّرًا، إذ يُشكِّل الفصل التمهيدي عتبة جديدة قد تعيق الكثيرين، خصوصًا من الطلَّاب الأجانب الذين يفتقرون للمعلومات الدقيقة والدَّعم الكافي.
«عودة» و «بالومبو»: "إصلاحات ضرورية وتوجيه مخصَّص للطلَّاب الدوليين"
وأضاف: "اليوم، لا تزال أبرز التحدِّيات تتمثَّل في ارتفاع تكاليف المعيشة، صعوبة إيجاد سكن، وتعقيد نظام الالتحاق الجديد بالجامعة. يجب تقديم معلومات دقيقة وصريحة، بعيدًا عن الوهم والتضليل، لاسيما من خلال السفارات والقنصليات. من الخطأ الاعتقاد بأنَّ إلغاء العدد المغلق يعني قبولًا مفتوحًا للجميع في كليات الطب".
وأشار إلى أن نحو %22 من الطلاب باتوا يتَّجهون نحو دراسة الطب، ما يؤثِّر سلبًا على الإقبال على التخصُّصات الأخرى.
دعم مستمر وخدمات مخصصة
منذ عام 2000، أطلقت "أَمْسي" بالتعاون مع منظمات أُميم، كوماي، إيسك نيوز، و"متحدون من أجل التوحيد"، مركزًا موحدًا لخدمة الطلاب الدوليين. ومؤخَّرًا، جرى إنشاء قسم مخصص للطلاب الأجانب بالشراكة مع "جمعية الترحيب في إيطاليا"، بإشراف نائب الأمين العام للجمعية، «كارلو بالومبو» (Carlo Palumbo)، الذي أكد بدوره: "الزيادة المزدوجة في عدد الطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي تؤكِّد على جاذبية الجامعات الإيطالية، لكن استمرار انخفاض نسبة الملتحقين بالدراسات العليا يشير إلى وجود حواجز إدارية وثقافية واضحة. ومن هنا، تلتزم جمعية الترحيب في إيطاليا بتعزيز خدمات التوجيه الأكاديمي والدَّعم متعدد اللغات لتسهيل إدماج الطلاب في الحياة الجامعية والمهنية."
مطالبات عاجلة بإصلاحات وهيكلة وطنية
في بيان مشترك، دعت "جمعية الترحيب في إيطاليا"، "أَمسي"، "أُميم"، "كوماي"، حركة "متحدون من أجل التوحيد"، "إيسك نيوز"، وإذاعة "كوماي الدولية" إلى:
-
تعزيز خدمات التوجيه والدعم متعدد اللغات داخل كل جامعة، بطاقم مدرب لمراعاة احتياجات الطلاب الدوليين.
-
إصلاح شفاف وسلس لآليات معادلة الشهادات والتخصصات الطبية للمحترفين الأجانب، مع تقليص البيروقراطية المعيقة للاندماج المهني.
-
التعاون مع السفارات والقنصليات لنشر معلومات دقيقة ومحدثة حول المسارات الجامعية والمهنية في إيطاليا.
كما شددت المنظمات على أهمية بلورة استراتيجية وطنية منسقة تضع التكامل الأكاديمي في مقدمة الأولويات، باعتباره الخطوة الأولى نحو الإدماج المهني، خصوصًا في ظل النقص الحاد في الكوادر الطبية والصحية في البلاد.
رسالة ختامية
أكّد كل من «عودة» و«بالومبو»، من خلال بروتوكول التعاون المشترك بين المنظمات المذكورة أعلاه: "لم يعد بوسع إيطاليا أن تخسر موارد بشرية مؤهَّلة وذات دافع عالٍ. يجب التحرُّك الفوري عبر توفير خدمات متخصصة وإجراء إصلاحات واضحة، لتحويل هذا النمو في أعداد الطلاب غير الأوروبيين إلى رافعة حقيقية لنظام الرِّعاية الصحية ولمستقبل البلاد."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق