وفي رسالته التي حملت طابعًا إنسانيًا وروحيًا عميقًا، شدَّد «عودة» على الحاجة إلى نقطة تحوُّل ملموسة تخدم مستقبل الإنسانية، مشيرًا إلى أنَّ «الحقيقة قد تكون غير مريحة، لكنها ضرورية»، وداعيًا الكرسي الرسولي إلى مواصلة دوره كصوت لمن لا صوت لهم.
خمسة محاور لرؤية عالمية أكثر عدلاً
طرح البروفيسور «عودة» في رسالته خمس أولويات يرى أنها جوهرية في المرحلة المقبلة:
-
السلام والعدالة في مناطق النزاع: أكد على ضرورة وقف الحرب في غزة وسائر المناطق المتضررة، داعيًا إلى التزام دولي دائم لحماية المدنيين، بعيدًا عن أي انتماءات أو أجندات سياسية.
-
الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية والإنسانية: من اليمن إلى سوريا وفلسطين وأفريقيا، دعا الكنيسة إلى مواصلة دعم المبادرات الطبية والإنسانية، والعمل على الضغط لتكريس الصحة كحق عالمي.
-
حماية المهاجرين وحقوق الإنسان: شدد على ضرورة إنهاء تجريم التنقل البشري، مطالبًا بتوفير الحماية القانونية والدولية للمهاجرين بوصفهم أفرادًا ذوي كرامة وقصص إنسانية لا تُروى.
-
الحوار بين الأديان والانفتاح على العالم العلماني: دعا إلى أن يخرج الحوار من النخب الدينية المغلقة إلى فضاء المجتمع المدني، منفتحًا على الشباب والنساء والنشطاء، ومُكرّسًا الإيمان كقيمة تعاش لا شعارات تردد.
-
حرية التعبير واستقلال الإعلام: نبه إلى تزايد الرقابة وتضليل الرأي العام، مؤكدًا أن الصحافة الحرة هي الحصن الأخير للديمقراطية، مطالبًا الفاتيكان بمواصلة دعم الصحفيين الذين يسعون وراء الحقيقة.
دعوة للتعاون والعمل المشترك
وفي ختام رسالته، عبّر البروفيسور عودة عن تقديره للقوى السياسية والمؤسساتية التي تعمل من أجل السلام، داعيًا إلى تجاوز استخدام الدين كأداة سياسية فارغة، والعودة إلى جوهره الإنساني المبني على الرعاية والخدمة والقرب من الفئات الضعيفة.
وأكَّد على استعداد الجمعيات التي يمثلها، ومنها "أمسي" و "كوماي"، حركة "المتحدين للوحدة"، "الاتحاد الدولي لأبناء عرب 48" ووكالة "إيسك نيوز"، للتعاون الوثيق مع البابا والمؤسسات الفاتيكانية لتحقيق نقلة نوعية نحو عالم أكثر عدالة وإنسانية.
وقد ختم الرِّسالة بنداء واضح: "لقد آن الأوان. أعداد ضحايا الحروب والجوع والظلم في تصاعد، لا سيما في فلسطين. علينا أن نتحرك الآن، قبل فوات الأوان".
يُشار إلى أن الرسالة جاءت بدعم أكثر من 2000 جمعية ومجتمع مدني ومنظمة في 120 دولة، وبتأييد من 450 صحفيًا منضوين تحت جمعية "إعلام بلا حدود".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق