الجاني، الذي يُشار إليه بالأحرف الأولى "M. S."، كان قد عاش سابقًا في العمارة نفسها مع والدته قبل أن ينتقلا منذ عام إلى مسكن قريب. في يوم الحادثة، لم يذهب إلى المدرسة، بل دخل المبنى الذي كان يعرفه جيدًا نحو الساعة التاسعة صباحًا، وبقي هناك في الانتظار ثلاث ساعات حتَّى عودة الضحية إلى شقَّتها عند الظهر.
جريمة بلا دافع واضح
بحسب رواية صحيفة "إل_جورنالي"، عند عودة «تيريزا»، التي يعرفها الجميع في الحي بإسم "تيري"، تفاجأت بوجود الفتى. ووفقًا لما صرَّح به لوالدته لاحقًا، فقد طلب مساعدتها للهرب من المنزل، زاعمًا أنَّها "لم تساعده". ويُعتقد أن مشادَّة كلامية بينهما تحولت إلى اعتداء، انتهى بخنق الضحية ثم ضربها بمصباح ثقيل.
الاعتراف الصادم
بعد تنفيذ الجريمة، عاد الفتى إلى المنزل وأخبر والدته بما فعله. كان حذاؤه ملطَّخًا بالدِّماء، واحتفظ بالمصباح المستخدَم في القتل داخل حقيبته. قالت له والدته، وهي مصدومة: “ماذا فعلت؟” فأجاب: “لقد استخدمت هذا.” وعلى الفور، اتَّصلت الأم بخدمات الطوارئ 112، لتُبَلِّغ عن الجريمة وتَدُلَّ على موقعها. الشرطة تحرَّكت سريعًا إلى شارع "ڤيرُّو" 46، وهناك عثرت على جثة «تيرِّي» في شقَّتها، وقد فارقت الحياة. في الوقت نفسه، جرى توقيف المراهق واقتياده إلى مركز الشرطة، حيث جرى تأكيد اعترافه بالجريمة. وقد وُضع رهن الاحتجاز بتهمة القتل العمد.
خلفية نفسية معقَّدة
تشير المعلومات إلى أنَّ الصبي كان يعاني من أعراض اكتئاب في الفترة الأخيرة، وكان قد بدأ يتابع جلسات مع مختصَّين نفسيين. رغم ذلك، لم يكن يخضع بعد لمراقبة رسمية من مركز للصحة النَّفسية.
النيابة العامة للقُصَّر، بقيادة القاضي «بييترو موسكيانيزي سانتوري»، فتحت تحقيقًا في الجريمة. ومن المرجَّح أن تُطلب فحوصات نفسية لتحديد ما إذا كان الصبي مدركًا ومدى مسؤوليته الجنائية أثناء ارتكاب الجريمة.
صدمة في الحي
الحي لا يزال تحت وقع الصدمة، فـ«إيمَّا تيريزا مينغيتِّي» كانت سيدة معروفة، محبوبة من الجميع، ومعتادة على زيارة المقهى المحلي كل صباح. أحد العاملين في مقهى دولِّي المجاور علَّق قائلًا: “كانت زبونتنا الدَّائمة. دائمًا ما تأتي عند السابعة صباحًا.” كما أظهرت كاميرات المراقبة في الحي تحرُّكات الصبي صباح يوم الجريمة، ما يُعزِّز صدقيَّة اعترافه.
هذه الجريمة، المأساوية في توقيتها والمرعبة في تفاصيلها، تفتح نقاشًا جديدًا في إيطاليا حول الصحة النفسية بين المراهقين، وضرورة التدخُّل المبكِّر، بالأخص في الحالات التي تظهر فيها علامات الانهيار أو السلوك العدواني المحتمَل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق