روسيا مستعدَّة لحرب طويلة الأمد... فقط اسأل المؤرخ المفضّل لـ بوتين - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

روسيا مستعدَّة لحرب طويلة الأمد... فقط اسأل المؤرخ المفضّل لـ بوتين

روسيا مستعدَّة لحرب طويلة الأمد... فقط اسأل المؤرخ المفضّل لـ بوتين

الإيطالية نيوز، 20 مايو 2025 – فيما تتواصل الحرب في أوكرانيا بلا نهاية تلوح في الأفق، تشير تصريحات المسؤولين الروس إلى استعداد موسكو لخوض صراع طويل، مدعومًا باستراتيجية متمهّلة وأحاديث تفاوضية هدفها كسب الوقت وليس تحقيق السلام.


«فلاديمير ميدينسكي»، الوزير السابق للثقافة في روسيا (2012 – 2020) والمقرّب من الرئيس «فلاديمير بوتين»، والمشهور بإعادة كتابة التاريخ الروسي في مناهج التعليم بأسلوب يمجّد الماضي الإمبراطوري ويبرّر القمع، عاد للظهور مؤخراً ليقود الوفد الروسي في محادثات إسطنبول مع أوكرانيا. وخلال مقابلة تلفزيونية، شبّه الصراع الحالي بالحرب الشمالية الكبرى (1700 – 1721) ضد السويد، قائلاً:

"تلك الحرب استمرّت 21 عامًا. وبعد سنوات قليلة من بدايتها، عرض بطرس الأكبر السلام على السويديين، لكنهم أجابوا: ’سنقاتل حتى آخر سويدي‘. والنتيجة كانت الهزيمة للسويد".

 

تشير هذه المقارنة إلى أن الكرملين لا يرى في الصراع مع أوكرانيا نزاعًا محدود المدى، بل معركة وجودية مستعدة روسيا لخوضها على المدى البعيد حتى تحقيق أهدافها، أو إرغام كييف على الاستسلام.


«بوتين»، الذي يشبّه نفسه ببطرس الأكبر، يحتفظ حتى بتمثال برونزي له في مكتبه، ويبدو مقتنعاً بأن الحرب الطويلة، إلى جانب مفاوضات لا تنتهي، قد تُفضي في نهاية المطاف إلى تحقيق مكاسب استراتيجية، خاصة إذا أدّت إلى إنهاك عزيمة الغرب.


تراخٍ أمريكي وتصريحات مترددة من «ترامب»

في هذا السياق، لم يحقق الاتصال الهاتفي الذي استغرق ساعتين بين بوتين والرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» تقدما ملموسا نحو السلام. رغم أن «ترامب» لطالما أبدى رغبته في التوسّط لإنهاء الحرب، إلا أن تصريحاته الأخيرة حملت نبرة تخلٍّ تدريجي عن ذلك الطموح.


فقد قال «ترامب» إنه يعتقد أن التوصل إلى تسوية يجب أن يتم "بين روسيا وأوكرانيا فقط، لأنهما الطرفان الوحيدان المطلعان على تفاصيل لا يعرفها أحد سواهما"، مضيفاً: "ما لم يحدث تقدم ملموس، سأبتعد عن الأمر تمامًا... هذه مشكلة أوروبية، وكان من المفترض أن تظل كذلك، لكن الإدارة السابقة أقحمتنا فيها."

 

نائب الرئيس الأمريكي «جيه دي فانس» عبّر عن موقف مماثل:

"سنحاول إنهاء الحرب، ولكن إذا لم ننجح، فسنقول ببساطة: لقد حاولنا، ولن نستمر".

تصريحات كهذه تلقى ترحيبًا في الكرملين، الذي يرى في التراخي الأميركي فرصة لتعزيز موقعه على الأرض.


أوروبا تحذّر... وموسكو تماطل

وزير الدفاع الألماني «بوريس بيستوريوس» علّق قائلاً إن روسيا لا تزال تستخدم أسلوب المماطلة في المفاوضات لكسب الوقت، وتابع:

"لم يُظهر «بوتين» حتى الآن أي اهتمام حقيقي بالسلام أو وقف إطلاق النار بشروط مقبولة... أسمع الكلمات، لكنني لم أعد أحكم إلا على الأفعال".

هذا التحليل الأوروبي يعكس إحباطًا متزايدًا من التباعد بين الخطاب الروسي ونيّته الفعلية، إذ أن شروط موسكو لم تتغير منذ بدء الغزو:

  • التزام أوكرانيا بعدم الانضمام لحلف الناتو،

  • بقاؤها دولة "محايدة"،

  • فرض قيود على تسلّحها،

  • اعتراف دولي بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وأربعة أقاليم شرقية أوكرانية أخرى.

وحتى اللحظة، ترفض موسكو أي حديث عن وقف إطلاق نار قبل تحقيق هذه المطالب، ما يجعل فرص التسوية ضئيلة في ظل بقاء أوكرانيا مصممة على الدفاع عن سيادتها.


الخلاصة: لعبة انتظار مرهقة

في ظل التردّد الأميركي، والضغوط المتزايدة على الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، تبدو موسكو مقتنعة بأنها تستطيع الصمود حتى تتخلى واشنطن عن أوكرانيا. ولكن حتى لو أراد «زيلينسكي» القبول ببعض مطالب «بوتين» – وهو لا يفعل – فإن برلمان بلاده وشعبه وجيشه لن يوافقوا على أي تنازل يُهدد استقلالهم.


من هذا المنطلق، يبدو أن «بوتين» لا يرى داعيا لأي مفاوضات جادة. فطالما أن لا ضغط فعلي يُمارس عليه، فإن الحرب ستستمر، وربما تكون إلى أجل غير مسمّى.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا