الأمم المتحدة تدين صمت الدول: "أنقذوا غزة من الجوع والإبادة الجماعية وإلَّا التاريخ سيحاسب الصامتين" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الخميس، 8 مايو 2025

الأمم المتحدة تدين صمت الدول: "أنقذوا غزة من الجوع والإبادة الجماعية وإلَّا التاريخ سيحاسب الصامتين"

 
الإيطالية نيوز، الخميس 8 مايو 2025 – في خطوة غير مسبوقة، أصدر أكثر من 20 خبيرًا ومقررًا خاصًا تابعًا للأمم المتحدة بيانًا شديد اللهجة يدينون فيه ما وصفوه بـ"صمت الدول المتواطئ" اتّجاِه ما يحدث في قطاع غزة، مؤكِّدين على أنَّ الوضع بلغ حدَّ الإبادة الجماعية. وجَّه هؤلاء الخبراء نداءً عالميًا عاجلًا للتحرُّك الفوري من أجل وقف المجازر، مُحذِّرين من أنَّ التاريخ سيُحاسِب الصامِتين.


يأتي هذا البيان بعد يومين فقط من قرار البرلمان الأوروبي رفض إدراج مناقشة طارئة في جدول أعماله حول الهجوم الإسرائيلي على سفينة "الضمير" التابعة لأسطول الحرية، وكذلك خطة تل أبيب لاحتلال قطاع غزة عسكريًا. وفي المقابل، انشغل النواب الأوروبيون آنذاك بالتصويت العاجل على تعديل آلية صرف صناديق التماسك الاقتصادية ضمن "خطة فون دير لاين"، وبتوسيع مشاريع إعادة التسلُّح الأوروبية.


"لا وقت للبلاغة": دعوة لمحاسبة من يدعم إسرائيل عسكريًا

كتب الخبراء في بيانهم الصادر في 7 مايو:

"نحن أمام مفترق حاسم: إما أن نتحرك الآن لإنهاء العنف، أو نشهد إبادة كاملة للشعب الفلسطيني في غزة."
وأضافوا:
"حان وقت تجاوز البيانات المكررة واتخاذ إجراءات قسرية فورية لوقف المجزرة، مع تذكير واضح بأن من يستمر في دعم إسرائيل سياسيًا أو عسكريًا أو لوجستيًا، قد يصبح متواطئًا في ارتكاب جريمة إبادة جماعية وجرائم دولية أخرى".

ويشير البيان إلى أنَّ صمت معظم الدول، بالأخص الأوروبية منها، لا يُعتبر فقط موقفًا سياسيًا، بل مساهمة عملية في استمرار الجرائم عبر التجاهل اليومي للقتل، والتهجير، والتجويع، والدمار واسع النطاق الذي تتعرَّض له غزة منذ أشهر.


ما يمكن فعله: خيارات مطروحة للدول الراغبة بالتحرك

أوضح المُقرِّرون أنَّ الدول لديها أدوات فعَّالة للضغط، أبرزها:

  • وقف بيع الأسلحة ونقل المعدَّات العسكرية والأمنية لإسرائيل.

  • فرض عقوبات سياسية واقتصادية مباشرة.

  • دعم القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة.

  • مراجعة أو تعليق ابتطبيع والاتفاقيات التجارية القائمة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تنصُّ على احترام حقوق الإنسان كشرط أساسي.

  • مواصلة الدعم الإنساني للمنظمات العاملة داخل قطاع غزة.


وقد بدأت بعض الدول الأوروبية – منها إسبانيا، إيرلندا، وهولندا – باتِّخاذ خطوات نحو مراجعة اتفاق الشراكة الأوروبي الإسرائيلي، وهي خطوة رمزية لكنها ذات طابع قانوني مهم في العلاقات الدولية.


أزمة إنسانية كارثية: الجوع كسلاح حرب

بالتوازي مع المجازر، حذَّر البيان الأممي من كارثة إنسانية وشيكة بسبب المجاعة المنتشرة في غزة. منظمة World Central Kitchen أعلنت أنها نفدت لديها كافة إمدادات الغذاء، ويأتي هذا بعد إعلان مماثل من برنامج الأغذية العالمي. وبسبب الحصار الكامل منذ أكثر من شهرين، ارتفعت الأسعار بشكل كارثي:

  • سعر كيلو الطحين وصل إلى 72.60 دولارًا (كان 6.70 دولارًا في أكتوبر 2023).

  • سعر ليتر الزيت ارتفع إلى 12.60 دولارًا (كان 1.90 دولارًا قبل الحرب).

  • أغلب المطابخ العامة أُغلقت لنفاد الوقود.

  • المواطنون يلجؤون لحرق النفايات لطهي بقايا الطعام المتعفِّن.


ونشرت الصحفية «بيسان عودة» مقطع فيديو قالت فيه:

"شعبي يمشي في الشوارع ولا يعرف ما يراه من حوله بسبب الجوع. إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح حرب."

 

تصعيد عسكري مستمر: أكثر من 100 قتيل في يوم واحد

في 7 مايو فقط، قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 102 فلسطيني وجرح 193 آخرين، في هجمات استهدفت:

  • مدرسة أبو حمصة بمخيم البريج (32 قتيلًا).

  • مطعم تايلاندي ومدرسة الكرامة في غزة (48 قتيلًا).

  • منازل في خان يونس وشمال غزة، ضمن خطة لتدمير البنية التحتية السكنية.

ومن المتوقع تصعيد إضافي مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» للمنطقة بين 13 و16 مايو، حيث أعلنت إسرائيل استعدادها لتطبيق خطة احتلال عسكري مباشر لغزة بعد تلك الزيارة.


أرقام صادمة: حجم الدمار حتى الآن

وفقًا لآخر الإحصائيات الموثقة:

  • 92% من المنازل في غزة دُمرت أو تضررت (قبل وقف إطلاق النار في يناير).

  • 82% من الأراضي الزراعية خرجت عن الخدمة (أكتوبر 2024).

  • 88.5% من المدارس دمرت أو أُغلقت (فبراير 2025).

  • 69% من البنية التحتية دمرت بشكل شبه كامل (ديسمبر 2024).

  • 59% من الأراضي أُعلنت مناطق محظورة أو خاضعة لأوامر إخلاء.

  • أكثر من 52,653 شخصًا قتلوا بشكل موثّق، لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن العدد قد يتجاوز مئات الآلاف، بحسب مجلة The Lancet وشهادات أطباء ميدانيين.


ختامًا: المجتمع الدولي على المحك

يطرح الخبراء الأمميون السؤال الأخلاقي والسياسي الأهم:
هل سيبقى العالم متفرجًا على مجزرة مكشوفة تُرتكب يوميًا؟
القرار الآن في أيدي الحكومات، فإمَّا أن تختار الصَّمت المتواطئ، أو تنضمُّ إلى المسار الأخلاقي والتاريخي السَّاعي نحو العدالة، ووقف الإبادة الجارية بحق شعبٍ محاصَر.