وبعد انتهاء جلسة مساءلة برلمانية حضرتها «ميلوني»، عَقَد عددُُ من قيادات الحزب اجتماعًا غير معلَن في أحد أروقة مجلس النواب لبحث سبل تنسيق مواقف التحالف اليميني، بهدف تفادي تكرار سيناريو الهزيمة في إقليم سردينيا، حيث أدَّت الانقسامات بين "فراتيلّي دِ إيطاليا" وحزب "ليغا" إلى فوز مرشَّح يساري برئاسة الإقليم.
معركة حاسمة في إقليم "ماركي"
تتَّجه الأنظار إلى إقليم "ماركي"، الذي يُعتبر ساحة انتخابية بالغة الحساسية. يسعى حزب «ميلوني» إلى إعادة انتخاب الرئيس الإقليمي الحالي «فرانشيسكو أكوارولي» (Francesco Acquaroli)، في حين دفع تحالف يسار الوسط بمرشَّح قوي يتمتَّع بشعبية، وهو النائب الأوروبي «ماتِّيو ريتشي» (Matteo Ricci) عن الحزب الديمقراطي وعمدة مدينة "بيزارو" سابقًا.
وأفادت تقارير بأن حزب "فراتيلّي دِ إيطاليا" كان يطمح إلى توسيع تحالفه عبر ضمّ حزب "أتسيوني" الذي يتزعمه «كارلو كاليندا»، غير أنَّ القواعد المحلِّية للحزب رفضت هذه الخطوة، مما أدَّى إلى استبعاد تشكيل لائحة موحّٰدة.
من جانبها، أعربت منسِّقة حزب "ليغا" في الإقليم، «جورجا لاتيني» (Giorgia Latini)، عن استياءها مما وصفته بعدم التوازن داخل التحالف، مشيرةً إلى أنَّ حزبها "تنازل عن رئاسة الإقليم قبل خمس سنوات لصالح "إخوة إيطاليا"، رغم تصدُّره النتائج آنذاك"، مطالبةً الحزب الحاكم بـ"مراعاة التوازن في توزيع المناصب التنفيذية والتشريعية".
كما انتقدت «لاتيني» حزب "فورتسا إيطاليا" بسبب ضمِّه ثلاثة مستشارين إقليميين انتُخبوا سابقًا ضمن قوائم "ليغا"، قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي، ووصفت ذلك بأنَّه "تصرُّف يُضرُّ بأجواء الثِّقة بين الحلفاء".
أزمة محتملة في فريولي – فينيتسيا جوليا
في شمال البلاد، برزت أزمة سياسية محتملة في إقليم "فريولي – فينيتسيا جوليا"، بعد قرار الحكومة الطعن في قانون أقرته مقاطعة "ترينتو" يسمح بترشح رؤساء الأقاليم لولاية ثالثة. واعتُبر القرار ضربة لطموحات حاكم الإقليم «ماسيميليانو فيدريغا» (عن حزب ليغا)، الذي كان يأمل في الترشح مجدَّدًا.
وأثار الأمر توتُّرًا إضافيًا بعد أن أدلى وزير العلاقات مع البرلمان، «لوكا تشيرياني» (Luca Ciriani)، المنتمي إلى "فراتيلّي دِ إيطاليا"، بتصريحات انتقد فيها بشدَّة إدارة الخدمات الصحية في مدينة "بوردينوني"، مسقط رأسه، محمّلاً المسؤولية للإدارة الحالية التي يشارك فيها كل من حزب "فورتسا إيطاليا" و"ليغا". وقد فُسِّرت هذه التصريحات على أنَّها محاولة للسيطرة على حقيبة الصحة في حكومة الإقليم، ما دفع ممثلي الأحزاب الثلاثة إلى تقديم استقالاتهم كخطوة أولى تمهيدًا لإمكانية الانسحاب الكامل من الحكومة.
وذكرت مصادر سياسية أن «فيدريغا» يدرس خيار فتح أزمة حكومية قد تقود إلى انتخابات مبكِّرة، مستندًا إلى قانون يسمح له بالترشح مرة أخرى في حال سقطت الحكومة الإقليمية قبل منتصف الولاية، أي قبل 8 أكتوبر المقبل. إلَّا أنَّ هذا السيناريو يتطلَّب ألَّا تكون الاستقالة صادرة عنه شخصيًا، بل نتيجة أزمة داخل الائتلاف.
خلافات داخل الحكومة المركزية
الانقسامات امتدَّت أيضًا إلى الحكومة المركزية في روما، خلال جلسة لمجلس الوزراء شهدت خلافًا حول قرار الطَّعن في قانون الترشُّح لولاية ثالثة. فقد اعتبر وزير شؤون الأقاليم، «روبرتو كالديرولي» (Roberto Calderoli) (ليغا)، أن القرار سياسي بحت، بينما رأت الوزيرة «ماريا إليزابيتا كازيلاتي» (Maria Elisabetta Casellati) (فورتسا إيطاليا) أنّٰه مبني على اعتبارات قانونية.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، اقترح الوزير «لولّوبريجِدا» (فراتيلي دِ إيطاليا) انتظار حكم المحكمة الدستورية قبل اتِّخاذ أي خطوات مستقبلية. وقد أيَّدت رئيسة الوزراء «جورجا ميلوني» هذا الطَّرح، مدعومةً من نائبها أنطونيو تاجاني، في حين اختار «ماتِّيو سالفيني» النأي بنفسه عن الجدل من دون تصعيد.
من جانبه، أعرب سكرتير حزب "ليغا" في ترينتو، «ميركو بيزيستي»، عن أسفه قائلاً: "هذا القرار يمثِّل هجومًا على الحكم الذاتي، وما يجعله أكثر إيلامًا هو صدوره عن حكومة يُفترَض أنها صديقة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق