وقال «الجندوبي» إن تونس ليست فقط في أزمة، بل هي "تحت هيمنة". فمنذ 25 يوليو 2021، بسط قيس سعيّد سلطته المطلقة عبر نظام "فردي، عنيف، هوسي، يسحق كل ما يقف في طريقه: من مؤسسات وقضاء وحريات وضمائر"، على حد وصفه. وأضاف: "الرجل بلا برنامج ولا رؤية ولا بوصلة. لا يحركه سوى حقد بارد، يغذّيه الانتقام، ويتّخذه مشروعًا سياسيًا وحيدًا".
وانتقد «الجندوبي» خطاب سعيّد، معتبرًا أنه "لا يبني شيئًا، بل يهدم كل شيء". وأوضح أن كلمات الرئيس "تُجرّم، وتُشيطن، وتُنزع عنها الإنسانية"، حيث يرى في المواطنين أعداء، وفي المعارضين خونة، وفي الأصوات الحرة متآمرين.
وتابع أن هذه الخطب "المكرورة والمجوّفة"، المليئة بالعبارات الرنّانة والوعود الفضفاضة، تحاول إخفاء الفراغ السياسي الذي تعيشه البلاد. وكمثال على ذلك، أورد الجندوبي بعض عبارات الرئيس: "ليطمئن الشعب التونسي... تونس ستظل دائمًا تونس"، و"أنوار العدالة والحرية والكرامة الوطنية ستضيء كل ركن من هذا الوطن العزيز".
وأضاف: "حين يعد «قيس سعيّد»، فهو في الحقيقة يطمس إخفاقاته بتضخم لفظي لا يُطاق".
ويرى «الجندوبي» أن مفاهيم مثل العدالة والحرية والكرامة أصبحت، في عهد سعيّد، مجرد أقنعة زائفة: "لا عدالة سوى الانتقام، ولا حرية إلا له، ولا كرامة إلا إذا كان هو في المركز".
وأشار في ختام مقاله إلى خطورة تصريحات الرئيس التي تكشف وجهه الحقيقي، ومنها: "هم يتآمرون في الفنادق والمطاعم"، و"يريدون تدمير اقتصاد الدولة"، و"من يجرؤ على تبرئتهم فهو شريك لهم"، و"من يتعامل مع الخارج يريد نشر الفوضى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق