إيطاليا: نابولي تتضامن مع فلسطين وتدين موقف بلدية المدينة من حادثة "تافِرْنا سانتا كيارا" (فيديو) - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأربعاء، 7 مايو 2025

إيطاليا: نابولي تتضامن مع فلسطين وتدين موقف بلدية المدينة من حادثة "تافِرْنا سانتا كيارا" (فيديو)

الإيطالية نيوز، الأربعاء 7 مايو 2025 ـ خرج آلاف المواطنين في مدينة نابولي الإيطالية مساء أمس في وقفة احتجاجية حاشدة بساحة "مونيتْشيپْيو"، بالقرب من مبنى بلدية المدينة، تعبيرًا عن تضامنهم مع الشَّعب الفلسطيني، وتنديدًا بما وصفوه بـ"موقف متواطئ وغامض" من قبل إدارة البلدية برئاسة العمدة «غايِتانو مانْفريدي» (Gaetano Manfredi)، عقب واقعة استهدفت مطعم "تاڤِرنا سانتا كيارا" وصاحبته «نيفيس موندا» (Nives Monda)، التي تعرَّضت لهجوم إعلامي واسع إثر موقفها العلني ضدَّ الفصل العنصري والإبادة في فلسطين.

وتعود القصَّة إلى مشادَّة كلامية جرت بين «موندا» وسائحين إسرائيليين قاما بإنكار جرائم الاحتلال الإسرائيلي خلال نقاش داخل المطعم، ما دفع «موندا» لتأكيد دعمها للقضية الفلسطينية ورفضها لما يجري في غزة والضفة الغربية. عقب ذلك، نشر السائحان مقطع فيديو من دون إذن، متَّهمين «موندا» بـ"معاداة السامية"، وهي اتِّهامات تبنَّتها بعض وسائل الإعلام الموالية لإسرائيل، وجرى تداولها على نطاق واسع.


بلدية نابولي سارعت من جهتها، عبر المسؤولة عن السياحة «تيريزا أرماطو» (Teresa Armato)، إلى لقاء السَّائحين في أحد مقاهي المدينة، رفقة ممثِّلين عن جمعية إيطاليا-إسرائيل، وهو ما أثار غضبًا شعبيا واسعًا، بالأخص بعد ورود أنباء عن تقديم جولات مجَّانية للسَّائحين على نفقة دافعي الضرائب، وهو ما نفته البلدية لاحقًا.


مطعم "تافرنا سانتا كيارا" يُعد من أبرز رموز النشاط الاجتماعي والثقافي في نابولي، ومعروف بموقفه المبدئي من القضية الفلسطينية، إذ يشارك منذ سنوات في حملة "مساحات خالية من الفصل العنصري الإسرائيلي"، التي يُنظِّمها حراك المقاطعة "BDS".


الحملة التضامنية مع «موندا» والمطعم تصاعدت على مدار الأيَّام الماضية، وتلقَّت دعمًا من شخصيات سياسية وحقوقية، أبرزها المُقررِّة الخاصة للأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية المحتلة، «فرانشيسكا ألبانيزي» (Francesca Albanese)، التي صرَّحت: “معارضة الفصل العنصري حقُُّ وواجبُُ. يجب التَّرحيب بكل من يعارضه، بمن فيهم الإسرائيليون، وعلى مزيد من أصحاب المشاريع أن يحذوا حذو تافرنا سانتا كيارا.”


في موازاة ذلك، تعرَّفت مجموعة "نساء بالأسود"، وهي حركة سلام تنظِّم وقفات أسبوعية صامتة في مدينة "باري" تضامنًا مع الفلسطينيين، على السائحة «جيؤولا موزيس» (Geula Moses) بوصفها المرأة نفسها التي تهجَّمت عليهن في وقت سابق واتَّهمتهن بدعم "الإرهاب".


ما جرى في نابولي يعيد تسليط الضَّوء على تصاعد حملات التضليل الإعلامي وخطاب الكراهية في إيطاليا، لا سيما ضدَّ الأصوات المنتقِدة للسياسات الإسرائيلية. وتجد هذه الحملات بيئة خصبة في ظلِّ غياب المساءلة وتنامي خطاب الهيمنة والتطبيع، بينما يُحرم ملايين الفلسطينيين في غزة من أبسط الحقوق، كالتنقُّل والطعام، وسط ظروف إبادة موصوفة ومستمرَّة.