وألقت الشرطة القبض على الشاب «أليسو توتشي» (Alessio Tucci)، البالغ من العمر 18 عاماً وصديق «مارتينا» السابق، ووجَّهت إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وإخفاء جثَّة. وبحسب ما صرَّحت به النيابة العامة في نابولي الشمالية، فإنَّ الشاب اعترف خلال استجوابه بقتله «مارتينا» عمدًا، ثم إخفاء جثَّتها. وتشير المعلومات الأوَّلية إلى أنَّ الجريمة ارتُكبت باستخدام حجر ضرب به الفتاة مرارًا على رأسها، ما تسبَّب في وفاتها على الفور. ويُرجَّح أن يكون الدافع وراء الجريمة عاطفيًا، إذ لم يتقبَّل المتَّهم انتهاء علاقته العاطفية بها بعد أن تركته.
تفاصيل الجريمة والتحقيقات
تمكَّنت فرق التحقيق من حل خيوط القضية في وقت قصير، بفضل الإفادات التي جرى جمعها من الشهود، إضافة إلى الاستعانة بكاميرات المراقبة المنتشرة في المنطقة، والتي ساعدت على تتبُّع تحرُّكات «مارتينا» في ساعاتها الأخيرة. وتُظهر التحقيقات أنَّ الجريمة وقعت داخل أو قرب المبنى الذي وُجدت فيه الجثَّة.
وبالرَّغم من رفض «مارتينا» استئناف العلاقة مع الشاب، فقد وافقت على لقائه في الموقع ذاته الذي كانا يتقابلان فيه سابقًا. وهناك، نشب بينهما شجار انتهى بجريمة مأساوية، إذ اعتدى عليها بالحجر وأودى بحياتها.
والدة الضحية: "أطالب بالسِّجن المؤبَّد"
في تصريح مؤلم لوسائل الإعلام، قالت «إنزا كوسينتينو»، والدة «مارتينا»، وهي تغالب دموعها: "أريد العدالة فقط. أطالب بالسجن المؤبد لهذا الشاب. ماذا فعلت ابنتي لتستحق هذا المصير؟ كانت جميلة كالشمس. الآن سأعود للمنزل وسأجد غرفتها فارغة".
وأضافت الأم أنَّها أبلغت عن اختفاء إبنتها في ليلة 27 مايو، بعدما أرسلت لها «مارتينا» رسالة تخبرها بأنها ستخرج لتناول المثلجات مع صديقة. غير أنَّها، وبعد محاولات فاشلة للتواصل معها، شعرت بالقلق، بالأخص بعد أن علمت لاحقًا أنها التقت بصديقها السابق.
ذكريات مريرة وتحذيرات سابقة
أوضحت الأم أنَّ علاقتها مع الشاب كانت قد انتهت قبل نحو أسبوعين، بعدما تلقت «مارتينا» صفعة منه. وتابعت قائلة: "نصحْتُها حينها بتركه وعدم الخوف من اتِّخاذ القرار. قلت لها: إذا لم تعودي تريدينه، فاتركيه".
كما كشفت الأم أن الشاب كان يتردَّد على منزل العائلة حتى خلال فترة البحث عن «مارتينا»، مشيرةً إلى أنَّ الجيران كانوا يصفونه بأنَّه شاب محترم، قبل أن تكتشف حقيقته.
اللحظات الأخيرة واتِّجاهات التحقيق
آخر تواصل بين «مارتينا» ووالدتها كان في الساعة 20:15 من مساء يوم الإثنين، حين سألتها عن موعد عودتها إلى العشاء. ولم يُعثر حتَّى الآن على هاتفها المحمول، والذي قد يساهم في تحديد تحرُّكاتها وتحرُّكات القاتل. وتقول الأم: "في المكالمة الأخيرة شعرت بأنها لم تكن على طبيعتها، ربما كان هو معها".
«مارتينا» كانت تدرس في السنة الأولى من معهد فندقي، وتحلم بأن تصبح طاهية مشهورة. وتختم والدتها بحرقة: "علمت أنها وُضعت في كيس نفايات، كيف يمكن لإنسان أن يفعل ذلك؟".
Esprimo grande dolore e profondo cordoglio per il brutale omicidio di Martina #Carbonaro. Siamo davanti a un barbaro assassinio che sconvolge e indigna tutti noi. Colpire a morte una adolescente indifesa, una giovane che rivendicava il proprio diritto alla libertà, è il segno di…
— Giuseppe Valditara (@G_Valditara) May 28, 2025
ردود فعل رسمية وشعبية
وزير التعليم، «جوزيبي فالدِتارا»، عبّر عن حزنه العميق إزاء الجريمة، وقال: "إننا أمام جريمة وحشية تهزُّ وجدان المجتمع بأكمله. مقتل فتاة مراهقة أعزل تطالب بحقها في الحرية هو تجلٍ لعقلية الهيمنة والتملُّك التي يجب اقتلاعها من جذورها". وأكَّد الوزير على أنَّ المدرسة ستواصل العمل على ترسيخ ثقافة الاحترام وبناء علاقات صحية وآمنة بين الشباب.
من جهته، قال «أنطونيو بانّوني»، عمدة مدينة "أفرغولا": "نحن أمام مأساة إنسانية لا يمكن تصورها. لقد جُرّدت فتاة في الرابعة عشرة من عمرها من أبسط حقوقها، وهو حقِّها في الحياة. ما حدث هو وحشية لا تحترم حرية وكرامة المرأة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق