وأوضح «فيلدرز» أنَّ سبب الانسحاب يعود إلى ما اعتبره "مواقف متساهلة للغاية" من جانب شركاء التحالف اتِّجاه ملف الهجرة. وذكر أنَّ شركاءه رفضوا مقترحاته الأخيرة التي تضمنَّت تعليق طلبات اللُّجوء بالكامل، إغلاق مراكز الاستقبال، وترحيل اللاجئين السوريين.
كان التحالف الذي يدعم رئيس الوزراء «ديك سخوف» يتمتَّع بأغلبية من 86 مقعدًا في مجلس النواب المكوّن من 150 مقعدًا. لكن مع سحب مقاعد حزب «فيلدرز» البالغة 37 مقعدًا، تراجع عدد مقاعد التحالف إلى 51، وهو ما يقل كثيرًا عن النصاب المطلوب للأغلبية (76 مقعدًا).
يُذكر أن "حزب الحرية" كان قد تصدّر نتائج الانتخابات العامة التي جرت عام 2023. وتشكّلت الحكومة الحالية في يوليو من العام نفسه، بعد مفاوضات دامت ثمانية أشهر، وضمَّت تحالفًا متنوعًا شمل حزب "العقد الاجتماعي الجديد" (NSC) الوسطي، وحزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" (VVD) بقيادة رئيس الوزراء السابق «مارك روته»، إلى جانب "حركة المزارعين والمواطنين" (BBB)، وهي حركة يمينية شعبوية نشأت في أعقاب احتجاجات عام 2019.
وقد وصف شركاء «فيلدرز» في التحالف قراره بالانسحاب بأنه "غير مفهوم" و"غير مسؤول". وفيما عبّرت زعيمة حزب NSC «نيكولين فان فرونهوفن»، وزعيمة BBB «كارولاين فان در بلاس»، عن إمكانية تشكيل حكومة أقلية بدلًا من التوجُّه لانتخابات مبكِّرة، دعا زعيم المعارضة «فرانس تيمرمانس»، عن تحالف اليسار الأخضر، صراحة إلى إجراء انتخابات.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع لمجلس الوزراء الهولندي عند الساعة 13:30 بالتوقيت المحلي، من دون مشاركة الوزراء ونواب الوزراء التسعة الذين انسحبوا مع "حزب الحرية".
وكان «فيلدرز» قد تقدم بخطة من عشرة بنود تتعلق بالهجرة، اعتبرها شركاؤه "متطرفة" ورفضوا إعادة التفاوض بشأن البرنامج الحكومي المُتفق عليه مسبقًا. وقدّم فيلدرز مساء الإثنين ما يشبه الإنذار خلال اجتماع لقادة التحالف، قبل أن يعلن قراره النهائي خلال جلسة طارئة صباح الثلاثاء استغرقت أقل من عشر دقائق.
الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء «ديك سخوف»، الذي لا ينتمي لأي من الأحزاب الأربعة في التحالف، لم يشارك في المفاوضات. وكانت حكومته مهددة بالسقوط في نوفمبر الماضي، عقب استقالة نائبة وزيرة المالية نورا أشهبار من حزب NSC، احتجاجًا على تصريحات وُصفت بالعنصرية أدلى بها أحد أعضاء مجلس الوزراء.
ورغم تراجع شعبية جميع أحزاب الحكومة، بما في ذلك PVV، في استطلاعات الرأي الأخيرة، لا يزال حزب فيلدرز يتصدر نوايا التصويت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق