الاحتجاج، الذي جاء على شكل "فلاش موب"، تخللته أناشيد ذات كلمات ساخرة وإطلالات غير ملائمة لقدسية المكان، إلى جانب تلاوة مقتطفات من إنجيل لوقا تتناول موضوع غفران الخطايا لمن أحب كثيرًا، في إشارة واضحة إلى سرّ القربان المقدس. وقد تم كسر رغيف خبز على عتبة الكنيسة وترديد العبارة الكنسية التقليدية: "هذا هو جسدي"، في محاكاة علمانية أثارت امتعاض العديد من المصلين.
الفعالية جاءت إحياءً لذكرى واقعة تاريخية شهدتها مدينة ليون الفرنسية في 2 يونيو 1975، حين احتلت نحو مئة من العاملات بالجنس كنيسة "سان نيزير" احتجاجًا على ما وصفنه آنذاك بتعسف السلطات الأمنية. وبعد مرور خمسين عامًا على تلك الحادثة، تحوّلت فينيسيا إلى منصة وطنية لحركة "المجالدينات"، التي تسعى لتسليط الضوء على الحقوق والتحديات التي لا تزال تواجه هذا القطاع.
رد الكنيسة الكاثوليكية جاء حازمًا، إذ عبّر مدير المكتب الإعلامي لبطريركية فينيسيا، الأب «ماركو تزاني»، عن "دهشته وأسفه الشديد" لما جرى، مؤكدًا أن "بعض مقاطع الإنجيل استُخدمت لأغراض دعائية، وتم تحريف المعنى العميق لسرّ القربان بشكل مسيء وتجديفي". ودعت البطريركية، في ختام بيانها، إلى "صلاة تكفيرية"، وأضاف «تزاني»: "أدين ما حدث وأتبرأ منه بشكل قاطع".
من جانبه، قال الأب «ماغرينو»: "لم نكن على علم بما كان مخططًا له، ولم يتم التنسيق معنا مسبقًا. ربما كان من الأفضل استدعاء الشرطة، لكننا آثرنا عدم تصعيد الموقف. الكنيسة هي بيت للجميع، ولكن يجب احترامها، وعلى من يدخلها أن يتحلى بالآداب والسلوك القويم". وختم بالقول: "الفطرة السليمة تملي علينا احترام الأخرين. الشخص المتحضّر يدرك متى يجب أن يتوقف، ويعرف كيف يلتزم بقواعد التعايش السلمي".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق