ووفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، في الثاني من يونيو 2025، فإن الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، التي عُقدت في إسطنبول، لم تسفر عن تقدُّم ملموس نحو إنهاء الحرب المستمرَّة منذ أكثر من ثلاث سنوات. وترى أن النتيجة الأبرز كانت الاتفاق على تبادل جديد للأسرى، يشمل الجنود الجرحى بشكل خطير، والأسرى من أعمار تقلُّ عن 25 عامًا، بالإضافة إلى تبادل رفات 6،000 جندي من كلا الجانبين.
أما الشبكة البريطانية "بي بي سي"، قالت “رغم هذا الاتِّفاق الإنساني، رفضت روسيا مَجدَّدًا مقترح أوكرانيا بوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا. بدلًا من ذلك، اقترحت موسكو هدنة محدودة لمدة يومين إلى ثلاثة أيَّام في بعض مناطق الجبهة، بهدف جمع جثث الجنود القتلى.”
من جهتها، قالت "الغارديان" أنَّ أوكرانيا قدَّمت، خلال المحادثات، قائمة تضمُّ نحو 400 طفل تقول إنَّ روسيا قامت بترحيلهم قسرًا، مطالبةً بإعادتهم. وافقت روسيا على النظر في إعادة 10 منهم فقط، ما أثار استياء كييف.
تأتي هذه المحادثات في ظلِّ تصعيد عسكري كبير بين الطَّرفين. نفَّذت أوكرانيا عملية جوية جريئة باستخدام 117 طائرة مُسيَّرة، استهدفت قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الروسية، ممَّا أدَّى إلى تدمير أو إتلاف أكثر من 40 قاذفة استراتيجية. في المقابل، شنَّت روسيا أكبر هجوم جوي لها حتَّى الآن، مستخدمةً أكثر من 470 طائرة مُسيَّرة وصواريخ، مما أسفر عن مقتل 12 جنديًا أوكرانيًا وإصابة 60 أخرين.
ووفقًا لـ "واشنطن بوست"، تستعد أوكرانيا لجولة ثالثة من المحادثات في أواخر يونيو، لكنَّها تؤكِّد أن أي تقدُّم يتطلَّب التزامًا روسيًا بوقف إطلاق النار وإعادة الأطفال المرحَّلين. في غضون ذلك، تواصل الولايات المتحدة الضغط على الطرفين للتوصُّل إلى اتفاق، محذِّرةً من تقليص دعمها في حال استمرار الجمود.
جهود دبلوماسية مستقبلية
اقترح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» عقد قمة تجمع بين الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، وربما بمشاركة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، في محاولة لدفع عملية السلام. لكن «زيلينسكي» أعرب عن تشاؤمه بشأن تحقيق تقدم ملموس في ظل استمرار المواقف الروسية المتصلبة.
على الرغم من التقدم المحدود في بعض القضايا الإنسانية، لا تزال الفجوات بين الجانبين كبيرة، مما يجعل التوصل إلى حل شامل للنزاع أمرًا بعيد المنال في الوقت الراهن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق