وكانت السفينة قد أبحرت من ميناء "كاتانيا" الإيطالي في الأول من يونيو، ضمن مبادرة إنسانية تهدف إلى الضَّغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل السَّماح بإدخال المواد الأساسية إلى سكَّان قطاع غزة. واعترضت البحرية الإسرائيلية القارب في وقت متأخِّر من ليل الأحد/الإثنين في عرض البحر، واقتادته إلى أشدود.
وأعلنت وزارة الخارجية الممثلة للاحتلال الإسرائيلي أن الأشخاص الـ12 الذين كانوا على متن القارب، بينهم 10 نشطاء وصحفيان، سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم، من دون تحديد موعد دقيق لذلك. ومن بين أبرز ركاب "مادلين" الناشطة البيئية السويدية «اغريتا تونبرغ»، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي من أصول فلسطينية «ريما حسن»، ومراسل قناة الجزيرة «عمر فياض»، ومدير صحيفة Blast الفرنسية المستقلة «يانيس محمدي».
وقد شابت الساعات الأولى من احتجاز السفينة غموض كبير بشأن موقعها الدَّقيق وظروف الرُكّاب، إذ إن "مادلين" تتبع لـ"تحالف أسطول الحرية"، وهي منظمة تسعى منذ سنوات إلى كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة في ظل صمت دولي مخزي.
وبحسب إفادات من على متن القارب، فإنَّ عملية الاعتراض وقعت في المياه الدولية شمال السواحل المصرية، وهو إجراء مثير للجدل دوليًا، نظرًا لمخالفته لقواعد القانون الدولي التي تحظر مثل هذه العمليات في مثل هذه الظروف. وقد قامت البحرية الإسرائيلية بسحب القارب إلى ميناء أشدود.
جيش الاحتلال الإسرائيلي قال إنه وجَّه عدَّة نداءات للسَّفينة تطالبها بالتراجع، لأنَّها كانت تقترب من منطقة بحرية محظورة ومصنَّفة كمنطقة نزاع نشط. في المقابل، نشرت "تحالف أسطول الحرية" عبر قناتها على "تلغرام" في الساعة الرابعة فجرًا بتوقيت إيطاليا، رسالة تؤكد فيها أن المتطوِّعين على متن "مادلين" قد "اختطفتهم" قوة من جيش ااحتلال الإسرائيلي. لاحقًا، بث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر فيه تقديم الطعام للركَّاب على متن إحدى سفنه.
في غضون ذلك، قالت متحدِّثة بإسم "تحالف أسطول الحرية" إن مصلحة الهجرة الإسرائيلية نفت أن تكون تحتجز أيًا من النشطاء، فيما وصف بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية القارب ساخرًا بأنه "يخت السيلفي"، في إشارة إلى النشاط الإعلامي والرقمي الذي يقوم به عدد من ركابه.
وكانت إسرائيل قد منعت بشكل كامل بين مارس ومايو دخول المواد الغذائية والطبِّية والوقود إلى قطاع غزة. وعلى الرغم من استئناف دخول بعض المساعدات، إلَّا أنَّ الكميات المسموح بها لا تزال محدودة، وتتم عبر "مؤسَّسة غزة الإنسانية" التي أنشأتها إسرائيل مؤخَّرًا، وتواجه اتهامات باستخدام المساعدات كأداة للضغط السياسي، وسط تكرار مشاهد العنف حول مراكز توزيع المساعدات التي تُدار من قبل المؤسسة، والتي يُحمّل الجيش الإسرائيلي مسؤولية ارتكابها.
وكان "تحالف أسطول الحرية" قد حاول في مايو الماضي إرسال سفينة إلى غزة لأغراض إنسانية، إلا أنها تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة قرب سواحل مالطا، ولم تُحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم، لكن المنظمة اتهمت إسرائيل بالوقوف وراءه. يُذكر أن واحدة من أبرز الحوادث المشابهة تعود إلى عام 2010، عندما هاجمت القوات الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" التركية في عرض البحر أثناء توجُّهها إلى غزة ضمن قافلة إنسانية، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص.
وفي تطوُّر جديد، وجَّه أكثر من 35 نائبًا في البرلمان الأوروبي، ينتمون إلى كتل الخضر واليسار والاشتراكيين والديمقراطيين وتحالف "تجديد أوروبا"، رسالة إلى المفوضية الأوروبية دعوا فيها إلى التدخُّل، نظرًا لوجود مواطنين من عدة دول أوروبية على متن القارب، بالإضافة إلى عضوة في البرلمان الأوروبي، «ريما حسن». من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السويدية أنها على تواصل مع الحكومة الإسرائيلية لتأمين الدَّعم للناشطة «غريتا تونبرغ».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق