رغم التفوُّق الرقمي، لم يُظهر "الأدزورّي" أداءً مقنعًا، بل كاد أن يتأخَّر بهدف أُلغي لمولدوفا سجَّله «نيكولاسكو» بداعي التسلُّل. ومع نهاية الشوط الأول، افتتح «جاكومو راسبادوري» التسجيل، قبل أن يعزز «أندريا كامبياسو» التقدم بهدف ثانٍ في الدقائق الأولى من الشوط الثاني. ورغم حاجة إيطاليا إلى فوز عريض لتحسين موقفها، إلَّا أنَّها اكتفت بهدفين وتراجعت عن الضَّغط في الدقائق الأخيرة.
إيطاليا ومولدوفا: سجل مواجهات نظيف لصالح "الأدزورّي"
واجهت إيطاليا منتخب مولدوفا في خمس مناسبات سابقة، حقَّق خلالها "الآدزورّي" الفوز في جميع المباريات. أربع من تلك الانتصارات جاءت ضمن التصفيات المؤهِّلة لكأس العالم، فيما يعود اللقاء الخامس إلى مباراة ودية أُقيمت عام 2020.
وتحمل هذه المواجهات بعض اللَّحظات التاريخية البارزة، أبرزها في عام 1996 حين شهدت المباراة أمام مولدوفا الظهور الدولي الأول لـ «أليسَّاندرو نيسْتا»، بينما شهد عام 1997 تسجيل «كريستيان فييري» لهدفه الأول مع المنتخب، والذي صادف أيضًا الهدف رقم 1000 في تاريخ المنتخب الإيطالي. كما شهدت المباراة نفسها أول ظهور دولي للمهاجم «ميكيلي بادوفانو».
«اسباليتّي»: "لحظة الفراق صعبة... ولكنَّها مشبعة بالمشاعر"
في تصريحات بعد اللقاء، قال «اسباليتّي»: "كانت جلسة التحليل الفني الأخيرة لي رائعة. شعرتُ بعمق العلاقة التي تربطني باللاعبين. أردتُ أن أخرج بانتصار، وطلبتُ ذلك منهم، وقد تحقَّق لي هذا الطلب".
وأضاف: "الجو العام كان عاديًا، ولكنه يعكس روح فريق متماسك. كانت هناك مصارحة وشفافية، لم نكن نتهرَّب من المسؤولية. حاولتُ أن أحقق نتائج أفضل، لكن الحظ لم يكن حليفي، خصوصًا في مباراة روما أمام النرويج حين كنَّا متقدِّمين 2-0 وانتهت بالتعادل، إضافةً إلى الإصابات التي ضربت الفريق في مركز واحد".
وعن مستقبله، قال: "أنا أؤمنُ بقدرة هذا الفريق على بلوغ المونديال، ولو لم أكن كذلك، لكنت تقدَّمتُ باستقالتي فورًا. أنا خارج الحسابات، لكن المجموعة مستمرَّة والأفكار التي زرعتُها باقية".
«دونّارومّا» يدخل قائمة العشرين الأفضل في تاريخ "الأدزورّي"
وصل «جانلويجي دونّارومّا» إلى مباراته الدولية الـ73، ليدخل قائمة أكثر اللّاعبين تمثيلًا للمنتخب الإيطالي، متفوِّقًا على أساطير مثل «ساندرو ماتزولا» و«كلاوديو جينتيلي»، ومعادلًا أسماء لامعة مثلة«غاتّوزو»، «كابريني»، «بارزالي» و «أنتونيوني».
12 لاعبًا جديدًا ظهروا مع سباليتي
خلال فترة تولِّيه منذ 1 سبتمبر 2023، دفع «اسباليتّي» بـ12 لاعبًا للظهور الدولي الأول، أحدثهم كان «دييغو كوبولا» في مواجهة النرويج، وذلك في ظل النقص الدفاعي الذي ضرب التشكيلة. للمقارنة، كان سلفه «روبرتو مانشيني» قد قدّم 57 لاعبًا في أول ظهور دولي.
هدَّافو "حقبة «اسباليتّي»": لا مهاجم يتصدَّر
منذ أغسطس 2023، تناوب 19 لاعبًا على تسجيل أهداف "الأدزورّي"، لكن المفارقة أن الهداف الأبرز ليس من المهاجمين، وفقًا لبيانات موقع "ترانسفر ماركت". في اللقاء الأول بالتصفيات، غابت الأهداف، مع غياب «كين» وقلَّة الفرص لـ «رتيغي»، فيما كانت المحاولة الوحيدة من «لوكا» في الوقت بدل الضائع.
سقوط ثقيل أمام النرويج
استهلّت إيطاليا مشوارها في التصفيات بخسارة قاسية أمام النرويج بثلاثية نظيفة، حيث هيمنت كتيبة «سولباكن» على اللقاء. افتتح «سورلوث» التسجيل في الدقيقة 14، وأضاف «نوسا» الهدف الثاني قبل أن يختتم «إيرلينغ هالاند» الثلاثية في الشوط الأول. رغم محاولات سباليتي في الشوط الثاني، اصطدمت تسديدة «بيرغ» بالقائم، وانتهت المباراة بخسارة ثقيلة رفعت رصيد النرويج إلى 9 نقاط.
أُدرج المنتخب الإيطالي ضمن مجموعة تضم خمسة منتخبات هي: النرويج، إسرائيل، إستونيا، ومولدوفا. واستهلَّ "الأدزورّي" مشواره في التصفيات بخسارة قاسية بثلاثية نظيفة أمام النرويج في مباراة مباشرة على صدارة المجموعة.
وكانت المنتخبات الأربعة الأخرى قد خاضت مواجهات فيما بينها خلال أول جولتين من التصفيات، بينما ستخوض إيطاليا مباراتها الثانية اليوم على أرضها ضد مولدوفا، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات كأس العالم للأندية، التي ستشهد مشاركة فريقي "إنتر" ميلانو و"يوفنتوس" ممثلَين عن الكرة الإيطالية.
«اسباليتّي»: "إذا خلفني «رانييري»، فسأدعمه"
في حديثه لقناة "راي سبورت"، قال «اسباليتّي»: "سأدركُ مع مرور الوقت ما حدث. لا أستطيعُ الآن تحديد الأخطاء بدقَّة، لكن فضّلتُ إعلان رحيلي من دون إخفاء الحقيقة. لدي يقين بأن المنتخب سيبلغ كأس العالم، لأن اللاعبين يمتلكون الجودة. وإذا كان «رانييري» هو من سيخلفني، فسأشجعه من كل قلبي".
«بوفون»: "يجب أن نصل إلى كأس العالم... هذا واجب وطني"
من جهته، أكد «جانلويجي بوفون» على أهمية الفوز في هذه المباراة كهدية وداع لسباليتي، قائلاً: "المدرب ركّز بشكل كبير على هذه المواجهة، حضّر الفريق بأعلى درجات الجاهزية. التأهل إلى المونديال ليس خيارًا، بل التزام وطني. نثق بأن الفريق سيتدارك الأمر ويُظهر المستوى الذي ننتظره منه".
ما الذي تحتاجه إيطاليا للتأهل إلى كأس العالم؟
بعد الهزيمة الثقيلة أمام النرويج في بداية مشوار التصفيات، بات السؤال الذي يشغل الأوساط الرياضية في إيطاليا واضحًا: كيف يمكننا التأهل إلى كأس العالم الآن؟
بداية، تنص القاعدة الأساسية في تصفيات أوروبا على أن المنتخبات التي تحتل المركز الأول في كل مجموعة تتأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026. ومع ذلك، فإن احتلال المركز الثاني خلف النرويج لا يعني بالضرورة الإقصاء، إذ أن المنتخبات الوصيفة تتجه إلى مرحلة "الملحق الأوروبي"، مع فرصة إضافية تُمنح لبعض المنتخبات استنادًا إلى نتائجها في النسخة الأخيرة من دوري الأمم الأوروبية.
لكن كيف يمكن لإيطاليا تجاوز النرويج في جدول الترتيب؟
السيناريو الأكثر واقعية يبدأ بتحقيق الفوز على النرويج في مباراة الإياب التي ستُقام على الأراضي الإيطالية. وفي حال تعادل المنتخبين في عدد النقاط في نهاية التصفيات، فإن ترتيب المجموعة سيُحسم وفقًا لمجموعة من المعايير المحددة، من بينها:
-
فارق الأهداف العام
-
عدد الأهداف المسجلة
-
المواجهات المباشرة
-
فارق الأهداف في المواجهات المباشرة
-
اللعب النظيف
-
وفي حال استمرار التعادل، يُلجأ إلى تصنيف اليويفا.
في ضوء هذه المعطيات، يبدو أن مهمة إيطاليا لا تزال ممكنة، لكنها معقدة وتتطلب تحقيق الفوز في جميع المباريات المتبقية، بالإضافة إلى ترقب تعثر مباشر أو غير مباشر من قبل المنتخب النرويجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق