المنتخب النرويجي فرض سيطرته الكاملة على مجريات الشوط الأوَّل، بحيث سجَّل ثلاثية حاسمة عبر «ألكسندر سورلوث»، «أنطونيو نوسا»، و«إيرلينغ هالاند»، مكتفيًا بها لإنهاء اللقاء من دون أي رد من "الآدْزورِّي" الذين ظهروا بأداء باهت ومشتَّت على مدار 90 دقيقة.
ورغم أنَّ المباراة كانت على الورق الأصعب في المجموعة بالنسبة لإيطاليا، نظرًا لقوتها ولخوضها خارج الديار، إلَّا أنَّ الفارق في الجاهزية بدا واضحًا، بالأخص أنَّ النرويج خاضت مباراتين سابقتين في مارس وحقَّقت فيهما فوزين متتاليين، بينما كانت إيطاليا منشغلة حينها بخوض ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية. وبذلك، بات الفارق بين المنتخبين 9 نقاط، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ إيطاليا لعبت مباراتين أقل.
ومع النظام الحالي للتصفيات، يتأهَّل متصدِّر كل مجموعة مباشرةً إلى النهائيات، بينما تخوض المنتخبات صاحبة المركز الثاني ملحقًا فاصلًا. وفي ظل إخفاق إيطاليا في التأهُّل إلى آخر نسختين من المونديال بعد خسارتين أمام السويد ومقدونيا الشمالية في الملحق، فإنَّ الفوز بالمجموعة بات ضرورة لا تحتمل التأجيل.
الإيطاليون دخلوا اللِّقاء وسط غيابات مؤثِّرة، أبرزها في الخط الخلفي مع غياب «فيديريكو بونجورنو» و«ريكَاردو كالافيوري»، فيما تعرَّض المهاجم «مويس كين» لإصابة أبعدته عن التشكيلة. كما أن لاعبي إنتر ميلان، ومنهم «نيكّولو باريلّا» و«أليسّاندرو باستوني»، كانا لا يزالان تحت تأثير الخسارة الثقيلة أمام "باريس سان جيرمان" (0-5) في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أيام.
وتنتظر إيطاليا مباراة على أرضها أمام مولدوفا مساء الإثنين، في محاولة لاستعادة التوازن، على أن تُستأنف التصفيات في سبتمبر المقبل. بينما ستكون مواجهة الإياب الحاسمة أمام النرويج في روما بتاريخ 16 نوفمبر.
وفي حال تساوي المنتخبات في عدد النقاط بنهاية التصفيات، فإنَّ معيار "فارق الأهداف العام" سيكون الفيصل. وهنا تتفوَّق النرويج بوضوح، بعدما سجلت 12 هدفًا وتلقَّت إثنين فقط في أوَّل ثلاث مباريات.
وبات على إيطاليا تصحيح المسار بسرعة إذا ما أرادت إنهاء عقدة الغياب عن المحافل الكبرى، واستعادة ثقة جماهيرها الباحثة عن حضور طال انتظاره في كأس العالم.
«اسباليتّي» بعد الهزيمة القاسية أمام النرويج: "ارتكبنا الكثير من الأخطاء... لكننا مستمرون بهذا الفريق"
أكَّد المدير الفني للمنتخب الإيطالي، «لوتشانو اسباليتّي»، عقب الخسارة الثقيلة أمام النرويج بثلاثية نظيفة، أنَّ مشروعه مع "الآدزوري" لن يتوقف، رغم الانتقادات والأداء الضعيف، مشدِّدًا على ثقته الكاملة بالمجموعة الحالية من اللَّاعبين.
وقال «اسباليتّي» في تصريحاته عقب اللِّقاء: "ارتكبنا الكثير من الأخطاء، قدَّمنا لهم هدايا مجَّانية، لكنَّنا نُمضي قُدُما مع هذا الفريق. الهدف الأوَّل كان من الممكن تفاديه، لكنه غيّر مجرى الأمور".
وأضاف المدرب الإيطالي: "واجهنا صعوبات كبيرة أمام قدراتهم الفردية في المساحات الواسعة. افتقدنا اللَّاعبين القادرين على تجاوز الخصم ومراوغته، وهذا أثَّر كثيرًا على الشكل الهجومي للفريق".
وعند سؤاله عما إذا كانت هذه الخسارة قد تُهدِّد مستقبل مشروعه الفنّي مع المنتخب، أجاب بحزم: "أنا أتحمل المسؤولية الكاملة، وهذا هو الفريق الذي أقوده. نحتاج إلى تحسين بعض الجوانب، نعم، لكنَّنا سنستمرُّ في هذا المشروع ولن نتراجع".
تصريحات «اسباليتّي» تعكس تمسُّكه بخططه رغم بداية التصفيات المتعثِّرة، وسط ضغوط جماهيرية وإعلامية متزايدة بعد الأداء الباهت في المباراة الافتتاحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق