وخلال أداء أغنيتهم الشهيرة "راديو أكتيف"، رفع «رينولدز» العلم الفلسطيني عاليًا، ثم لفَّه على كتفيه وقام بتقبيله قبل أن يلقيه إلى الجمهور، في مشهد وثَّقته مقاطع فيديو سُرعان ما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهرت إحدى اللَّقطات «رينولدز» وهو يُلوِّح بالعلم بينما تُصدح كلمات الأغنية: "أرفع أعلامي... أرتدي ثيابي... إنها ثورة على ما يبدو"، وهو ما أضفى طابعًا إنسانيًا على اللَّحظة، بحسب تعليقات العديد من المتابعين.
What a powerful gesture by Imagine Dragons. This kind of solidarity means everything. 🫡 pic.twitter.com/P27yX3XTX4
— 𝓙𝓲𝓶𝓶𝔂 𝓙 🫒🗝️🇵🇸 (@JimmyJ4thewin) May 28, 2025
عاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي
سرعان ما أثار التصرُّف عاصفة من الجدل عبر منصات التواصل، حيث وصفه بعض المستخدمين الصهيونيين بأنَّه "مُقزِّز ومخزٍ"، بينما اعتبره أخرون دعمًا ضمنيًا "للإرهاب"، وفقًا لتعبيرهم. وكتبت «بريجيت غابرييل»، رئيسة منظمة "ACT for America": "يبدو أن فرقة "إمّاجن دراغونز" تدعم الإرهاب". كما كتب مستخدم صهيوني أخر: "لقد أنهوا حفلتهم بالتعبير عن تضامنهم مع الإرهابيين، إنهم يدعون لحقوق المثليين و’فلسطين حرة‘، وهذا تناقض واضح".
واتَّهم عدد كبير من المنتقدين الفرقة بتسييس الحدث الموسيقي، والانحياز في صراع سياسي معقَّد كالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، متسائلين عن سبب إدخال الرموز السياسية إلى العروض الفنية.
سجل مثير للجدل سابقا
وأشار منتقدون إلى مواقف سابقة للفرقة، إذ واجهت انتقادات عام 2023 بعد إحيائها حفلات في إسرائيل وأذربيجان، قبيل هجوم 7 أكتوبر الذي شنّته حركة حماس. وقد دافع «رينولدز» لاحقًا عن قرارهم، قائلًا في مقابلة مع مجلة "رولّين استون" في يوليو 2024: "لا أؤمن بحرمان جماهيرنا من مشاهدة عروضنا بسبب سياسات حكوماتهم. ذلك مسار خطير جداً". وأضاف: "إذا بدأنا بذلك، فهناك قادة فاسدون ومروِّجون للحروب في كل مكان... فأين نضع الحدود؟"
ويرى بعض النقاد أن رفع العلم الفلسطيني في ميلانو يتعارض مع هذا الموقف السابق، معتبرين أنه يمثِّل تناقضًا واضحًا مع تصريحات «رينولدز» بشأن الحياد السياسي في الفن.
Como se da la vuelta al mundo que tiene mas cojones el de imagine dragons que KaseO https://t.co/NiS3QWaH57
— Omega (@OmegaEstaCogid0) June 1, 2025
مطالب بالمقاطعة... وأخرون يشيدون بالشجاعة
طالبت بعض الأصوات الغاضبة عبر الإنترنت باعتذار رسمي، فيما هدّد أخرون بمقاطعة حفلات الفرقة أو حذف مكتبتهم الموسيقية بالكامل. وقال أحدهم: "حذفت جميع أغانيهم اليوم، حتى تلك التي تعاونوا فيها مع فنانين أخرين". وأضاف أخر: "ربما يؤدي ذلك إلى تقليص كبير في قاعدة جماهيرهم".
ورغم الانتقادات، لم يكن التفاعل كله سلبياً، إذ رحب كثير من أنصار القضية الفلسطينية وعدد من المتابعين الدوليين بالخطوة، واعتبروها موقفاً إنسانياً جريئاً في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. وذكرت صحيفة Daily Times أن الفرقة "حظيت بتصفيق واسع على مستوى العالم"، ووصفت الخطوة بأنها "واحدة من أكثر المواقف شجاعة لفنان رئيسي".
وكتب أحد المؤيدين: "لقد كسبوا معجبا مدى الحياة"، وأضاف أخر: "لقد دافعوا عن حقوق الإنسان بينما التزم الآخرون الصمت".
كما استخدم عازف الباس، بن ماكي، المسرح للتعبير عن دعمه لقضايا مجتمع الميم، حيث عزف على قيتار مطلي بألوان علم المتحولين جنسيا، وعلى ظهره قلب يحمل ألوان علم قوس قزح.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُصدر الفرقة أو دان رينولدز أي بيان رسمي للتعليق على الجدل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق