إسبانيا تلغي عقدًا عسكريًا بقيمة 285 مليون يورو مع إسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

إسبانيا تلغي عقدًا عسكريًا بقيمة 285 مليون يورو مع إسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة

إسبانيا تلغي عقدًا عسكريًا بقيمة 285 مليون يورو مع إسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة

الإيطالية نيوز، الخميس 5 يونيو 2025 – أعلنت الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، إلغاء عقد عسكري كبير مع شركة إسرائيلية لشراء أنظمة صواريخ مضادة للدبابات من طراز "Spike LR2"، بقيمة تقديرية تبلغ 285 مليون يورو، وذلك في إطار توجه رسمي نحو "فك الارتباط الكامل مع التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية"، بحسب ما أفادت به وزارة الدفاع الإسبانية.


العقد الملغى، الذي شمل 168 نظاماً صاروخياً، كان من المقرر تصنيعه في العاصمة مدريد عبر شركة Pap Tecnos، وهي فرع محلي لشركة "Rafael Advanced Defence Systems" الإسرائيلية.


وقالت المتحدثة باسم الحكومة، «بيلار أليغريا»: "القرار سياسي وواضح: انفصال كامل عن التكنولوجيا الإسرائيلية"، مضيفة أن الحكومة تقيّم حالياً التداعيات الناجمة عن إلغاء الصفقة.


في المقابل، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية أي تعليق رسمي على القرار، كما رفضت كل من شركة "رافائيل" وشركة "باب تكنوس" الإدلاء بأي تصريحات.


عقد سبقه اندلاع الحرب في غزة

كان العقد قد أُبرم في 3 أكتوبر 2023، أي قبل أربعة أيام فقط من الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 251 شخصا. وتشير السلطات الإسرائيلية إلى أن 58 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، لكن يعتقد أن أقل من 24 منهم على قيد الحياة.


ورغم إعلان الحكومة الإسبانية، منذ الثاني من أكتوبر، وقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، إلا أن تقارير محلية ودولية تحدثت عن استمرار مرور شحنات عسكرية، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحقوقية.


مدريد في صدارة الانتقادات الأوروبية لإسرائيل

تأتي خطوة إلغاء العقد العسكري في سياق توتر متصاعد في العلاقات بين "مدريد" و "تل أبيب". ففي مايو 2024، اعترفت إسبانيا رسميًا بدولة فلسطين، بالتنسيق مع كل من النرويج وإيرلندا. وبعد ذلك بشهر، تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة—وهي تهمة تنفيها إسرائيل بشكل قاطع.


كما تشهد علاقات إسرائيل مع دول غربية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا توترا ملحوظا. فقد دعا الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» إلى زيادة الضغط الأوروبي على إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات محتملة بسبب ما وصفه بـ"الكارثة الإنسانية في غزة"، وهو ما ردت عليه وزارة الخارجية الإسرائيلية باتهام «ماكرون» بـ"قيادة حملة صليبية ضد الدولة اليهودية".


بريطانيا توقف محادثات التجارة الحرة

وفي خطوة مماثلة، أعلنت الحكومة البريطانية في مايو تعليق المفاوضات بشأن اتفاقية تجارة حرة جديدة مع إسرائيل، وفرضت عقوبات جديدة على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.


وقال وزير الخارجية البريطاني «ديفيد لامي» إن "الاتفاق التجاري القائم سيبقى ساريًا، لكن لا يمكننا التفاوض مع حكومة تنتهج سياسات بهذه الدرجة من الخطورة في الأراضي المحتلة"، على حد قوله.


وصدر هذا الموقف بالتوازي مع بيان مشترك صدر عن «لامي» و«ماكرون» ورئيس الوزراء الكندي «مارك كارني»، في إشارة إلى تصدعات واضحة في العلاقات بين إسرائيل وبعض من أقرب حلفائها الغربيين.


وضع إنساني متدهور في غزة

وفقاً لوزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، فإن عدد الضحايا جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية قد تجاوز 54,000 قتيل، دون التمييز بين مدنيين ومقاتلين. وتحذر وكالات الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية، حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة في عدة مناطق من القطاع.


وتنفي إسرائيل فرض أي "حصار إنساني"، ووصفت تلك الاتهامات بأنها "كذب صارخ"، متهمة الحكومات الغربية بـ"مكافأة الإرهاب الجهادي" من خلال الاعتراف بدولة فلسطين.


تحول في السياسة الخارجية الأوروبية

يمثل قرار إسبانيا بقطع العلاقات العسكرية مع إسرائيل تحولًا نوعيًا في سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه النزاع في الشرق الأوسط. ففي حين اكتفت بعض الدول بالإدانة أو الإجراءات الرمزية، اتخذت مدريد خطوة ملموسة تعكس تحولًا في المزاج السياسي الأوروبي العام.


ورغم ما يثيره القرار من جدل، فإنه يسلط الضوء على الانقسام المتزايد داخل أوروبا بين مقاربات دبلوماسية تقليدية وضغوط أخلاقية متصاعدة. ويبدو أن قضية إسبانيا وإسرائيل قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في شكل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والدولة العبرية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا