في الوقت ذاته، أصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلية أوامر بإجلاء السكان قسريًا من منطقة "دير البلح"، معلنةً نيَّتها توسيع عملياتها البرِّية. ولا تزال الغارات الجوية تستهدف الخيام والمنازل، في إطار ما تُسمِّيه القوات الإسرائيلية "عمليات ضدَّ الإرهابيين".
وفي مشهد يعكس المأساة الإنسانية المتفاقمة، توفي أمس طفل يبلغ من العمر شهرًا واحدًا في مستشفى الشفاء، إلى جانب شخص أخر، نتيجة الجوع الناجم عن الحصار الإسرائيلي، فيما فارقت طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات الحياة صباح اليوم في مستشفى الأقصى للسبب نفسه. كما استشهد ثمانية فلسطينيين أخرين صباح اليوم شمال القطاع، إثنان منهم أثناء وقوفهم في طابور المساعدات، وفق ما أفادت به مصادر محلية لشبكة "قدس نت".
وذكرت قناة "الجزيرة" نقلًا عن وزارة الصحة في قطاع غزة أنَّ المستشفيات تستقبل أعدادًا غير مسبوقة من الحالات الحرجة الناتجة عن المجاعة، في ظل عجز تام عن الاستجابة الطبية. ووفقًا للبيانات، فقد لقي نحو 900 فلسطيني حتفهم أثناء وجودهم في نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية"، وهي أربع نقاط فقط بديلة عن أكثر من 400 مركز كانت تديرها الأمم المتحدة وجهات دولية أخرى. وكانت الأمم المتحدة قد أكَّدت قبل أسبوع مقتل 800 شخص على الأقل خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من هذه المواقع.
تحذير أممي: مليون طفل يواجهون الموت جوعًا
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللَّاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من مليون طفل في غزة مُهدَّدون بالموت البطيء جوعًا، في ظل منع إسرائيل دخول المواد الغذائية إلى القطاع، رغم وجود مخزونات تكفي سكَّان قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أشهر، حسب ما أكدته الوكالة.
The Israeli Authorities are starving civilians in #Gaza.
— UNRWA (@UNRWA) July 20, 2025
Among them are 1 million children.
Lift the siege: allow UNRWA to bring in food and medicines. pic.twitter.com/l2ZpA4Or4j
من جهتها، صرّحت مؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية" أنَّ "الطعام في غزة تحوَّل إلى سلاح"، مضيفةً أن "الطعام بات أداة للسيطرة"، وأن حركة "حماس" تحاول إغلاق مواقع التوزيع التابعة للمؤسسة لأنَّها "تعمل بكفاءة". ووصفت المؤسَّسة نشاطات حماس بأنها "تشويه للمعلومات وتحريض على العنف، ومحاولة لتحويل المساعدات إلى جهات تعرف كيف تستغلها، كالأمم المتحدة وغيرها".
UNRWA has enough food for the entire population of #Gaza for over three months stockpiled in warehouses–including this one in Al Arish, Egypt–awaiting entry.
— UNRWA (@UNRWA) July 19, 2025
The supplies are available. The systems are in place.
Open the gates, lift the siege, allow UNRWA to do its work and… pic.twitter.com/3e1bVbFnGv
مخطط للتهجير وتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"
تشير تقارير صحفية دولية إلى أن خطة توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة "غزة للمساعدات الإنسانية" الأمريكية، بدعم إسرائيلي، تهدف إلى تهجير المدنيين ودفع ما لا يقل عن 600 ألف شخص نحو منطقة رفح، لتحويلها إلى "منطقة إنسانية كبرى"، ما يفسح المجال أمام تنفيذ مخططات لتحويل غزة إلى ما وُصف في خطط ترامب ونتنياهو بـ"ريفييرا الشرق الأوسط".
ويُعد التهجير القسري وبناء مناطق إنسانية واسعة من أبرز ركائز عملية "عربات جدعون" التي أطلقتها إسرائيل في مايو الماضي، والتي تعتمد على السيطرة الكاملة على عملية توزيع المساعدات من خلال تل أبيب، كشرط أساسي لإنجاح العملية. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، «يوآف غالانت»، قد أعلن في وقت سابق عن مساعٍ لتشجيع "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى.
صمت دولي بعد قصف كنيسة وارتكاب مجازر جديدة
وفي أعقاب الهجوم الذي شنَّه الجيش الإسرائيلي على كنيسة كاثوليكية في قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، والذي أثار موجة إدانات من أعلى المستويات في إيطاليا والعالم، وصف السفير الأمريكي في تل أبيب الهجوم بأنه "عمل إرهابي" ارتكبته القوات الإسرائيلية. ومع ذلك، لم يصدر أي موقف رسمي يدين المجازر التي ارتُكبت يوم أمس والتي تواصلت صباح اليوم، في تكرار لصمت المجتمع الدولي اتّجاه المأساة الجارية في القطاع الفلسطيني المحاصر من جميع الجهات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق