200 اتفاقية أوروبية لدعم إعادة إعمار أوكرانيا... بينها 40 مع إيطاليا - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

200 اتفاقية أوروبية لدعم إعادة إعمار أوكرانيا... بينها 40 مع إيطاليا

200 اتفاقية أوروبية لدعم إعادة إعمار أوكرانيا... بينها 40 مع إيطاليا

الإيطالية نيوز، الجمعة 11 يوليو 2025 – أعلنت الدول الأوروبية عن توقيع نحو 200 اتفاقية مع الحكومة الأوكرانية وشركات أوروبية في إطار جهود إعادة إعمار أوكرانيا، بقيمة إجمالية تجاوزت عشرة مليارات يورو، وذلك خلال المؤتمر الرابع للتعافي الأوكراني الذي انعقد على مدى يومين في العاصمة الإيطالية روما، بتنظيم مشترك بين إيطاليا وأوكرانيا.


وشهد المؤتمر مشاركة واسعة ضمَّت نحو خمسة آلاف شخص، بينهم عشرات القادة السياسيين، وممثلو 40 منظَّمة دولية، بينها كبرى المصارف التنموية، وأكثر من 2000 شركة، إلى جانب عدد من ممثِّلي المجتمع المدني.


وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية، «جورجا ميلوني»، في كلمتها: "المخطط الروسي فشل، واليوم أبرمنا التزامات تتجاوز عشرة مليارات يورو. أودُّ أن أعتقد أنَّ هذه القمَّة قد تكون نقطة انطلاق لمعجزة اقتصادية أوكرانية جديدة".


وكرَّست روما مكانتها كلاعب رئيسي في جهود ما بعد الحرب، إذ وقَّعت إيطاليا وحدها 40 اتِّفاقية لإعادة إعمار أوكرانيا، وهو ما أكَّده الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» بقوله إنَّ بلاده "تُعوِّل على دور نشط لإيطاليا في هذه المرحلة المفصلية".


وفيما اعتبر الغرب هذه القمة تأكيدًا على وحدة صف "الديمقراطيات"، سخرت السِّفارة الروسية في روما بالمؤتمر، ووصفت أهدافه بأنها تعكس "منطقًا ساخِرًا وكاذِبًا" تقوده الحكومات الغربية، بما فيها الحكومة الإيطالية.


صندوق أوروبي ضخم وإسهام إيطالي في الصحة والثقافة

تُقدَّر كلفة إعادة إعمار أوكرانيا بنحو 447 مليار يورو على مدى السنوات العشر المقبلة، وفقًا للبنك الدولي. وفي هذا الإطار، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» عن إطلاق "أكبر صندوق استثماري عالمي لإعادة إعمار أوكرانيا"، يستهدف دعم مشاريع في قطاعات الطاقة، والنقل، والمواد الخام الحيوية، والصناعات ذات الاستخدام المزدوج المدني والعسكري.


وأضافت «فون دير لاين»: "نراهن فعليًا على مستقبل أوكرانيا عبر تحفيز استثمارات ضخمة في القطاع الخاص باستخدام الأموال العامة".


أما على صعيد الدعم الإيطالي، فقد كشف وزير الخارجية الإيطالي، «أنطونيو تاياني»، عن موافقة بلاده على مبادرتين جديدتين للتعاون بقيمة إجمالية تصل إلى 32 مليون يورو. تتضمَّن الأولى قرضًا مُيَسَّرًا بقيمة 30 مليون يورو لبناء جناح جديد في مستشفى الأطفال الإقليمي بمدينة "أوديسَّا"، بينما تشمل الثانية، والتي يُنَفِّذها المصنع الكيميائي الدوائي العسكري في "فيرينسي"، توريد معدات طبية للمستشفى ذاته.


ويُنتظر أن يَتعزَّز الدَّعم الإيطالي للقطاع الصحي الأوكراني من خلال برنامج متعدِّد السَّنوات، يُرتقَب إطلاقه خلال الأشهر المقبلة، مستفيدًا من خبرات إيطالية متقدِّمة في هذا المجال. كما وافق نائب وزير الخارجية، «إدموندو سيريلي»، على إعادة تمويل مبادرة طارئة متعدِّدة القطاعات بقيمة 22 مليون يورو، أطلقتها منظَّمات مجتمع مدني إيطالية في ديسمبر 2024، لدعم 13 مشروعًا جديدًا.


وعلاوة على الصحة، ستساهم إيطاليا في ترميم التراث الثقافي لمدينة "أوديسَّا"، وتحسين كفاءة المياه فيها، عبر اتِّفاقيتين وقعهما وزير الخارجية «أنطونيو تاياني» مع وزير التنمية الأوكراني أوليكسي كوليبا. وصرّح تاجاني: "هذا ليس مجرد إعلان نوايا، بل رسالة وحدة ودعم حقيقي لإعادة الإعمار بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص".


التحضيرات العسكرية ومخاوف روسية متصاعدة

على هامش المؤتمر، عُقِد اجتماع لما يُعرَف بـ"تحالف الراغبين"، بمشاركة أمريكية للمرَّة الأولى. حضر اللقاء «كيث كيلوغ»، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا وروسيا، إلى جانب عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي، الجمهوري «ليندسي غراهام» والديمقراطي «ريتشارد بلومنتال»، اللَّذين تبنيا مؤخَّرًا مشروع قانون جديد لفرض مزيد من العقوبات على موسكو.


وشارك الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» ورئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر» في الاجتماع عبر الاتصال المرئي من لندن، حيث كان «ماكرون» في زيارة دولة. واتَّفق أعضاء التحالف على إنشاء مقر قيادة في باريس لتسهيل نشر قوة ردع عسكرية جديدة فور انتهاء الأعمال العدائية.


ورغم استمرار الحرب واشتداد هجمات موسكو، تواصل الحكومات الأوروبية توقيع اتفاقيات الإعمار، بينما بدأت الشركات الخاصة بالفعل بالتخطيط للاستحواذ على أصول ما بعد الحرب. في المقابل، لا تزال الجهود السياسية الرامية إلى وقف النزاع وحل أسبابه غائبة بشكل لافت.


وفي وقت تستعدُّ فيه أوروبا لاحتمالات التصعيد العسكري مع روسيا، وتعلن دول مثل ليتوانيا وفنلندا عن نيتها البدء بإنتاج ألغام مضادة للأفراد لمواجهة ما تعتبره "تهديدًا روسيًا"، تعرب موسكو عن شكوكها حيال أهداف المؤتمر.


وقالت السفارة الروسية في بيانها: "ما يُسمَى بإعادة الإعمار تَحوَّل إلى مغنم اقتصادي قائم بذاته. وتشير تسريبات إعلامية إلى أنَّ جزءًا كبيرًا من الأموال التي خصَّصتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد انتهى في جيوب مسؤولين أوكرانيين وغربيين على حد سواء. وهو مصير متوقَّع أيضًا للمبالغ الكبيرة التي أُعلن عنها في ختام مؤتمر روما".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا